لا يمكن أن يبتعد كل ذي حرف عن مجتمعه فتارةً ينقل أفراحه وتارة ينقل همومه وربما يشتكي منه ويشتكي إليه ...إلا أن الكاتبة فاطمة الزبيدي ذهبت إلى ماهو أعمق من ذلك حينما جسدت بلغة شفيفة سلوكيات ومعتقدات خاطئة يمارسها البعض معتقداً أنه على صواب والعكس على ذلك تماماً ؛نص ( أوعية فارغة ) نص ل التواصل والاتصال بهمومنا من أجل الدفع بعجلة الإنتاج الإنساني لسلوكيات أكثر نضجاً. *** في ذات ما .. وزمان .. وفي كان مكان ثلة من الأولين .. وقليل قليل هم الآخرون تحت سقف واحد .. فالسماء ذاتها والأرض ما تحركت ولا استدارت ذات البحر وما تغير طعم المطر والسنون في مداراتها تمضي وما التفتت لعبث سقم فما بالهم صمّوا عن ضجيج الصباح وحشرجة المساء .. وبحة في صوت اليوم آنية لكنها لا تنتهي .. وفي عين نامت في خطفة غفلة تسللت إلينا خطوات غريب .. أو هكذا نظنه ****** وأصابه سم الصدمة الحضارية فخرّ وأنفاسه تستغيث على أرض خلدت ذكره وأشادت برواده .. وأغلقت نوافذ الأصالة ولا أحفاد لعكاظ .. وما من نابغة ونادوا الأم بالسيدة الجميلة وعلى القنوات الفضائية تناقلوا صيدة الخبر وأعدوا سيلا من الأسئلة مابين عتاب ولوم وقذائف اتهامات حتى يسخن اللقاء وعاثوا بأنفسهم تهكما .. وما قرؤوا عن رب حفظها بكتابه وكالدمى بين أصابع حضارة غربية كانوا .. وتشنجت عبرة في عنق التاريخ ومضى .. وأظلمت الشوارع .. وأضاء الليل بسراج راقص وأحاديث مسارح منتقاة بعناية وتحلق الناس يهتفون يتغنون ويرقصون وتلوّن المساء بربيع أخضر وأبدعت ريشة في يد فنان وتوحدت العناصر واكتظت الشوارع بأهازيج وألحان وأخذ الشعر يطرب المنابر واحتفلوا .. فاليوم هو يوم توحيد كلمتنا .. شعب يحتفل .. فاليوم واليوم فقط عرف الوطن وكيف .. أديرت الأوبريتات واختلط بياض الثوب بسواد عباءة تظهر أكثر مما تخفي وتتمايل بين الحضور فهكذا هي وطنية وهكذا يبدو هو رجل سعودي ابن الأرض التي تخضبت بالدماء للم شمل تحت شريعة واحدة وما صرخ الموحد وإنما كبّر وهلل ورددت المآذن الله أكبر الله أكبر وكلنا محتسب أربعة جدران وسقف وحكايا وروايات تسكن خلف تلك الأبواب المؤصدة أفراد يربطهم دم وأسماء على ورق تعرّفهم هوية واحدة يتشدقون بعائلة ما أخذوا منها غير اسم ومظهر اجتماعي وتحت المجهر .. خبايا إلا من رحم ربي .. ******** أوعية فارغة كالطبول بهيبة جوفاء لا يحكمهم موقف ولا زمام لأفعالهم وتحت غبار السنين أخبار عظام حكموا فسادوا غضبوا ففعلوا هم أولئك .. واليوم .. صمّت آذان العرب وخفت صوت المسلمين وتقطعت حبال المستصرخين أنا .. هنا وأنت أيضا هاهنا وهم هناك .. فمن نحن ، وإلى ما ننتمي .. الكاتبة / فاطمة سرحان الزبيدي