قد تنفد آخر غيمة من أحلامنا لكن تبقى في السماء زُرقة الأمل ...وقد تنطفئ آخر الشموع في لحظة غروب ليولد ضوءٌ شحيح في آخره فتنشق الأوراق عن بذرة اللقاء الذي طالما رتبنا له على شواطئ الفرح ..هكذا يصوّر لنا الأنيق (علي معشي ) نص غروب ..والذي رسم من خلاله فترة حلم مات في لحظة وعاش كل لحظات القراءة ..متابعة ماتعة للنص أدناه . على الشاطئ البعيد ، وعلى امتداد ضفاف المحيط ، وفي لحظات الغروب الفاتنة ، كنت على موعد مع تلك الجميلة المتهيئة للرحيل حين أرسلت إلي آخر خيوط نسيجها المطرز بنقش الوداع وفاه فمي صمتاً يبهره سطوع وجهها المتلألئ على صفيح الماء، ليبلغني رسالتها الوداعية النادرة ، ورغم الظلال الحزينة التي صنعتها سحائب الوداع وأمطرتني وابلاً من الأحزان ، فقد نبت في فؤادي يقيناً بأن خلف الغياب تكمن أسرار الإياب وأننا يوماً سنلتقي ويطرب القلب وترقص الروح وتحلق في السماء النوارس شهود وفاء ونترقب يومنا السعيد ولا نيأس فإن غابت جميلتي فلسوف تعود وتشرق من جديد ، وإلى ذلك الحين سأودعها وأدلف إلى عالم الظلام فأشعل قناديل ذاكرتي وأبدأ التمعن فيها كي ازجي ساعاتي الطويلة وألوك ذكرياتي الممتدة على طول السنين الماضية . وانتظر ... لحظات الشروق. علي أحمد معشي