(الإهداء إلى حب مدرستي الثانوية السابعة والعشرين) قصة تختتم آخر فصولها في مغارة قلبي وبوادر النهاية تلوح في الأفق يا فؤادي أي لحظات سعيدة كتب لها الاستمرار في زمن يستمر فيه كل شيء إلاّ الفرح ركن الخوف يغلف ما بقي من شغاف قلبي تجمدت الأحلام وكوابيس الرحيل تغتالني آناء الليل وأطراف النهار وكأنها تنزع آخر أمل نقشت حروفه كالحناء لم أتصور ان تلك السنة هي اللحظة الفاصلة بين السعادة والشقاء شريط ذكرياتي يعيد لذاكرتي كل المقاطع المشروخة طابور الصباح وأنا أول الهاربات منه فصولنا الدراسية الجميلة مديرتنا الفاضلة التي جمعت أفضل الصفات وأعظمها معلماتنا الكريمات زميلاتي الطالبات بفرحهن وشقاوتهن أما الآن فالمسألة كلها ارتداد إلى عالم آخر لم يصغه تفكيري أو لم أفكر فيه بعبارة أدق شراييني تنبض تشبثاً بالبقاء أي نجاح هذا أي تفوق هذا أي شهادات ملونة أجمعها تنفيذاً لأوامر أبي الصارمة أي شيء يبعدني ويقذف بي إلى مرحلة الوداع لأحلى وأرق وأنبل وأجمل وأفضل مراحل العمر وها أنذا أودع المرحلة الثانوية أودع مدرستي ولا أدري من ترك الآخر أهو أنا أم هي أم الظروف ذكرياتي في محيطاتها من ذهب ودموعي تفيض بآلام الوداع وأنا أفكر بالرحيل أشحت بدموعي جانباً غير أنها لامت دموع زميلاتي في لحظة أبدية يا ربي كنت أحلم بالتخرج من شبح الثانوية العامة بتفوق وتحقق الحلم.. غير أني اتساءل في قرارة نفسي أليست هذه أمنيتك؟ الواقع أنني نسفت كل شيء إلاّ قبضا غير مجد بمرحلة الزمالة اينتهي كل ذلك في لمح البصر لماذا وجد الرحيل في هذه الحياة! أيها العالم المرتد إلى الوراء عواطفي ليست ملكاً لك وقلبي لا ينبض إلاّ للذكريات فماذا تريد مني؟! وعودا على النهاية كما هي الآن وداعاً مرحلتي الثانوية.. وداعاً مدرستي وداعاً مديرتي الفاضلة والقديرة وداعاً معلماتي وداعاً زميلاتي وداعاً للأرض التي سارت عليها خطواتي وداعاً لكل الأشياء الجميلة التي أحببتها داخل أسوارك