تقوم الممثلة الأمريكية جينفر هادسون بتجسيد دور الثائرة الأفريقية ويني مانديلا، الزوجة السابقة للمناضل السياسي وأول رئيس لجنوب أفريقيا بعد انتهاء التمييز العنصري نيلسون مانديلا الذي كافح من أجل وضع نهاية للتفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا، وذلك في الفيلم السينمائي الجديد الذي يتناول حياتها ومشوار كفاحها مع زوجها، وذلك بعد أن عرض في عام 2011 أول أوبرا أفريقية مكتوبة مع قائد الأوركسترا الأفريقي "بونجاني ندودانا برين" والتي تناولت أيضاً حياة ويني. وقد أعلنت شركة "إيمادج إنترتاينمن" الأمريكية، أن موعد إطلاق الفيلم الذي يتناول قصة كفاح ويني مانديلا، من بطولة النجمين جنيفر هادسون، وتيرانس هاورد "نيلسون مانديلا"، هو السادس من أيلول/سبتمبر القادم. ويذكر أن الفيلم للكاتب والمخرج داريل رودت، ويعرض قبل نحو 4 أشهر من عرض فيلم آخر بعنوان "مانديلا: الطريق الطويل إلى الحرية"Mandela: Long Walk To Freedom" عن حياة الزعيم نيلسون مانديلا، ومن بطولة إدريس إلبا. وقد أبدت "مانديلا" غضبها من السينما، بعد أن صبت غضبها على مخرج الفيلم الذي يتناول سيرة حياتها، بدعوى أن صانعي الفيلم لم يكترثوا بآرائها، وهم يصنعون فيلماً لا يتناول سوى حياتها، ووصفت ما حدث بأنه "إهانة". وفي محاولته لامتصاص غضبها، أكد مخرج الفيلم "داريل رودت" وهو من جنوب أفريقيا، أن ويني مانديللا سيدة عظيمة حقاً، وأن فيلمه كان على مستواها وقامتها، بل ذهب إلى أن فيلمه الجديد يعد بمثابة نقلة نوعية في الفن السابع بجنوب أفريقيا، حيث يعرض لأعظم امرأة في البلاد، وأعظم قصة حب، وأروع آيات الرومانسية، رغم أنه لم يحاول الأخذ بآراء مانديلا في فيلم عن حياتها. إلا أن ويني ردت على المخرج داريل متسائلة: لا أدري عن أي رومانسية يتحدث عنها في قصة صراع مرير؟ وذلك في إشارة واضحة لخلافها مع زوجها السابق نيلسون مانديلا، وطلاقهما، فضلاً عن أن مسيرة حياتها كانت بالفعل حافلة بالشقاء والآلام. ورغم ذلك فقد أوضحت مانديلا أنها لا تحمل أي مشاعر سلبية حيال الممثلة جنيفر هدسون التي أدت دورها في الفيلم، وإنما ينصب غضبها كله على الفيلم ذاته، وعلى أولئك الذين صنعوه، وفي مقدمتهم المخرج داريل رودت. كما أنها عادت وتساءلت: كيف لم يستشرني أحد في فيلم عني وأنا على قيد الحياة؟! وتزداد التساؤلات حين تكشف وبني مانديلا عن أن صناع الفيلم لم يلبوا حتى طلب الممثلة جنيفر هدسون بلقائها، وذلك خشية الخروج عن السيناريو، على حد اعتقادهم. وقد أقر أن منتج الفيلم أندريه بيترز تجاهل مع المخرج داريل رودت طلب ويني مانديلا بالاطلاع على السيناريو، وموافقتها عليه قبل تنفيذ الفيلم الذي يبدو أنه سينضم بجدارة لقائمة أفلام المشاهير التي أثارت مشاكل هائلة. جدير بالذكر أن ويني ولدت في عام 1936 وتزوجت مانديلا في عام 1958 وظلت تكافح معه النظام الأفريقي منذ عام 1969 وتعرضت للتعذيب حوالي 18 شهراً، واتهمت في الفترة من عام 1991 حتى 2003 بالتواطؤ والتحايل على القانون، وطلقت في عام 1996 من نلسون مانديلا، وهي بالرغم من بلوغها 75 عاماً ما زالت تناضل وتكافح للدفاع عن الفقراء.