أكد الباحث والمحلل السياسي "عبد الله حميد الدين"، أن السعوديين يختلفون في تعريفهم للهوية الوطنية، والسبب في ذلك أن الحديث كان مقتصراً فقط عن الهوية الإسلامية وبدرجة أقل الهوية القومية، مضيفاً أن الدين والتاريخ والثقافة هي أمور كافية لتحكم على الهوية الفردية للمناطق، فاللغة العربية هي جزء من الهوية الثقافية العربية وكذلك الإسلام. وأشار - في حوار لبرنامج اتجاهات على قناة روتانا الخليجية - إلى أن التساؤلات في المجتمع كانت في البداية حول الحرام والحلال، ولكن اليوم مع انفتاح الشباب السعودي علي العالم ومواقع التواصل الاجتماعي، بدأت الأسئلة تدخل في عمق الإسلام عن الإيمان بالله، وعن علاقة الإسلام بالديانات الأخرى، ومن نحن في هذا العالم الكبير، خاصة أن المسلمين لا يمثلون سوى ربع سكان العالم، وفي الوقت ذاته بعض رجال الدين المسلمين رفضوا تماماً أن يتحدثوا في بعض الأسئلة الشائكة مما صنع نوعاً من التشدد والتخوف داخل المجتمع. وأوضح أن القرآن قد أسس التوحيد، ولكن تفاصيل التوحيد هي عبارة عن اجتهادات من علماء القرن الثاني والثالث الهجري، وأوضح أنه ليس من السهل أن يتم إعادة ترتيب المفاهيم الدينية بشكل يتطابق مع العصر؛ لأن هذا يحتاج إلى حوارات طويلة، ليس فقط على مستوى المتخصصين، ولكن على مستوى المسلمين بكاملهم؛ لأن الايمان مشترك، ولا يمكن إقصاء أحد، ولذلك فإن هذا المسار سوف يستغرق أكثر من عشرين سنة، ولكن من المهم أن يفتح لأن الإسلام ليس فقه فقط، ولكنه يرتبط بكل أساسيات الحياة. وأفاد أن أهم عوامل استقرار الإيمان هو فتح مجال السؤال والحوار؛ لأن غلق هذا الباب يفقد الإيمان ويفقد معناه ويفقد الحرارة التي يمنحها الله للإنسان، موضحاً أن الإيمان هو أمر شخصي، ولكنه عام أيضاً والمجتمع هو الذي يسمح للناس بممارسة الحوار والسؤال والتعمق في الإيمان، وكذلك هناك أمور أخرى من أجل استقرار الإيمان مثل القراءة والاطلاع.