تتجه الانظار اليوم السبت إلى ملعب " أرينا فونتا نوفا" في سلفادور الذي يحتضن موقعة كلاسيكية بين البرازيل المضيفة وحاملة اللقب وإيطاليا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى لكأس القارات المقررة حتى 30 الحالي. وسيكون المنتخب الإسباني المحفز الاساسي لهذه الموقعة لأن المنتخبين يسعيان لتجنب مواجهة أبطال العالم وأوروبا في الدور نصف النهائي بعد أن ضمنا تأهلهما إلى هذا الدور في الجولة السابقة بفوز البرازيل على المكسيك 2-صفر وإيطاليا على اليابان 4-3. وتتجه إسبانيا إلى حسم صدارة المجموعة الثانية بعد أن فازت في الجولة الأولى على الأوروغواي بطلة أميركا الجنوبية 2-1 ثم أمس الخميس على تاهيتي بطلة الكونكاكاف بنتيجة كاسحة 10-صفر. ويبدو المنتخب البرازيلي بقيادة المتألق نيمار، المنتقل من سانتوس إلى برشلونة الإسباني مقابل 57 مليون يورو، الأوفر حظا للخروج فائزاً من موقعة الغد استناداً إلى العرضين اللذين قدمهما أمام اليابان (3-صفر) والمكسيك (2-صفر) وإلى الصورة التي ظهر بها المنتخب الإيطالي أمام اليابان حيث عانى بدنياً وفنياً في مجاراة "الساموراي الأزرق" لكنه تمكن بواقعيته المعتادة من الخروج فائزاً 4-3 بفضل هدف متأخر لسيباستيان جوفينكو في مباراة تخلف خلالها صفر-2. وما يزيد من صعوبة وصيف بطل أوروبا هو أنه سيخوض لقاء البرازيل دون نجمه أندريا بيرلو الذي تعرض أمام اليابان لإصابة في ربلة الساق. وسيلعب عامل الإرهاق دوره في موقعة اليوم التي ستكون إعادة لمباراة المنتخبين في نسخة 2009 حين فازت البرازيل بثلاثية نظيفة أيضاً في الدور الأول الذي خرج منه أبطال العالم حينها بعد خسارتهم أمام مصر أيضاً، وقد تحدث مدرب "الأزوري" تشيزاري برانديلي عن هذه المسألة قائلاً : "تركيزنا منصب حالياً على عدد اللاعبين الذين بإمكاننا استعادتهم (تعافيهم من الإرهاق) ،المباراة ضد البرازيل مهمة جداً ولا يجب الاستهانة بها". وسيكون الهم الأساسي لبرانديلي كيفية احتواء نيمار الذي سجل هدفين رائعين في المباراتين الأوليين لبلاده وهو يأمل أن يرفع غلته ضد إيطاليا التي تحدث عن مواجهتها قائلاً: " أنا سعيد لتسجيلي هدفين لكن المباراة أمام إيطاليا ستكون صعبة للغاية. إنهم فريق رائع وآمل أن أسجل ضدهم. لا تهمني الطريقة التي أسجل بها طالما أني أساعد المنتخب الوطني". وتعيد مباراة السبت إلى الأذهان الكثير من المواجهات التاريخية بين العملاقين المتوجين معاً بلقب أبطال العالم 9 مرات، ولعل أهمها نهائيي مونديالي 1970 و1994 حين خرجت البرازيل فائزة في المناسبتين، الأولى بنتيجة 4-1 بقيادة الأسطورة بيليه والثانية بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر-صفر في الوقتين الأصلي والإضافي. وفي المجمل تواجه الطرفان ست مرات في البطولات الرسمية، بينها 5 في كأس العالم وأولها في نصف نهائي 1938 حين فازت إيطاليا 2-1 ثم نهائي مكسيكو 1970 ومباراة المركز الثالث في الأرجنتين 1978 حين فازت البرازيل 2-1 والدور الثاني من إسبانيا 1982 حيث فازت إيطاليا 3-2 في طريقها إلى اللقب، إضافة إلى نهائي الولاياتالمتحدة 1994 ومواجهة الدور الأول من كأس القارات 2009. وتعود المواجهة الأخيرة بينهما إلى 21 آذار/ مارس الماضي حين تعادلا 2-2 ودياً في جنيف في مباراة تخلف خلالها "الأزوري" صفر-2. وبشكل عام تواجه المنتخبان 15 مرة في السابق وفازت البرازيل 7 مرات وإيطاليا 5 مرات مقابل 3 تعادلات. وعلى ملعب "استاد غوفرنادور ماغالهاييس" في بيلو هوريزنتي، يلتقي المنتخبان المكسيكيوالياباني في نفس التوقيت في مباراة هامشية يسعى خلالها كل من الطرفين إلى توديع البطولة بفوز شرفي يحفظ له ماء الوجه. وستكون هذه المباراة إعادة لمواجهتهما في الدور الأول من البطولة ذاتها عام 2005 حين فازت المكسيك 2-1، علماً بأنها كانت المباراة الرسمية الوحيدة بينهما لكنهما تواجها ودياً ثلاث مرات وفازت اليابان بالأولى عام 1996 (3-2) قبل أن تخسر التاليتين (1-2 وصفر-1) عامي 1998 و2000. المكسيك × اليابان خروج مبكر، أداء غير مقنع ودع فريق المدرب خوسيه مانويل دي لاتوري البطولة بعد مبارتين فقط، لم يتمكن الفريق خلالهما من تحقيق ولو نقطة، كما لم يكشف عن طريقة لعب محددة. وكما لو كان ذلك كله قليلا، هناك بعض الآراء بشأن أبطال واقعة ليلة الخسارة أمام إيطاليا في ريو دي جانيرو، وشائعات حول تغيير القيادة الفنية مع قرب تصفيات كأس العالم 2014 من نهايتها، ما يزيد من حالة عدم الاستقرار القائمة. وقال الحارس خيسوس كورونا "لسنا سعداء، نشعر بالعجز. أعتقد أنه عندما تحاول تجربة أمور جديدة، ولا تكون النتائج مواتية، تصبح التكلفة مضاعفة. إننا بحاجة لقليل من الحظ. الفريق لعب (أمام البرازيل) جيدا في العديد من الأوقات، ولم نتمكن من تسجيل ولو هدف، ذلك شيء صعب للغاية". وصرفت المكسيك، التي تنهي مشوارها في البطولة ، انتباهها من كأس القارات إلى تصفيات اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) المؤهلة إلى كأس العالم، حيث يحتل الفريق المركز الثالث خلف الولاياتالمتحدة وكوستاريكا، ولم يعد أمامها هامش للخطأ. ورغم أن المكسيك كانت قد حسنت صورتها كثيرا مقارنة بمباراة إيطاليا، فإن الخسارة أمام البرازيل أظهرت أنه لا يزال من المتعذر تحديد تشكيل أساسي والفريق غير قادر على تقديم أداء ثابت، وخاصة في الجانب الهجومي. أما الفريق الياباني يدخل هذه المباراة بعد ان تلقى هزيمتين في الجولتين الماضيتين الأولى امام المنتخب البرازيلي صاحب الارض والجمهور والثانية أمام المنتخب الايطالي وقد قدم فيها المنتخب الياباني عطاءً منقطع النظير وكان قريباً من الفوز ولكن الحظ والخبرة الايطالية لعبتا الدور الأكبر في اقصاء اليابانيين عن مواصلة المشوار في البطولة. اليابانيون الذين صعدوا لنهائيات كأس العالم في البرازيل في عام 2014 يسعون للاستفادة من التجربة في كأس القارات لتكون دافعاً قوياً لهم في معالجة الأخطاء التي وقع فيها منتخبهم قبل المشاركة العالمية. ولكن من حق اليابانيون ان يفخروا بمشاركة منتخبهم في البطولة فقد نالوا اعجاب المتابعين واصيب كل من تابع مواجهة ايطاليا بالحسرة لعدم تحقيق اليابان على أقل تقدير التعادل لتبقى حظوظه في المنافسة على بطاقتي التأهل. الجدير بالذكر أن اللقاءين سوف يقامان في توقيت واحد وهو الساعة العاشرة مساءً بتوقيت المملكة.