وجوهٌ عابسة وقلوبٌ حزينة وعقولٌ حائرة وأعين تقطر حسرة ،هذه تشكي وتلك تبكي ..قصصٌ تحكي غفلةً .. وتبثُّ شجناً أليماً.. حكايا مختلفة تجمعهاً دراما وأنينٌ واحد خلف إيطار ووهم الحب .. بدأت الطفلة تكبر و أصبحت شابَّة ..اتجهت صوبها جميع الأنظار ،فكانت تتفنن في جذب العقول تجاهها .. اقتحم عالمها ذاك الفارس لم تكن تعلم متى وكيف لكنها كانت تسمع عن ذاك العالم العجيب -مملكة الحب- بدأ الحب يتسلل إليها .. حُبها بدأ يكبر وأحلامُها تناثرت كاللؤلؤ و احتضنت السماء.. اعتادت عليه وأصبح جزءاً من حياتها تغفو به وتصحو عليه .. وعدها بالبقاء وكانت أكذوبة من أكاذيب الحب الزائل ،استمر الهوى سنين ،وفجأةً ودون سابق إنذار اختفى ورحل من حياتها دون عوده دون وداع «هذه هي فاجعة الحب» ،وكأنه شيئاً احترق ورماده تطاير وفنى ، ذابت هي من شدة ألمها وانتظارها ليالٍ ولم تعود لها سوى الذكريات .. انتظرته في يوم ميلادها لعله يَقدُم مثل كلِّ عامٍ ويفاجئها ولم يأتي، ازدادت حسرة وألماً .. أصبحت سيئة المزاج ..كريهة الأخلاق .. شاحبة الوجه .. نحيلة الجسم .. تائهة الفكر .. ظُلِّمَت حياتُها وتدهور مستقبلها ،كانت تراقبه وتتتبع أخباره أين هو ...؟ ماذا يفعل ..؟ ما الذي طرأ على حياته ...؟ بلا فائدة..! جُنَّت به وهو غرر بها .. مؤخراً علمتْ أنه قد أحب غيرها من خلال معاودته للكتابة وبث كلام الحب والغرام لغيرها ، وبعد محاولات عدة منها للاتصال به ومعرفة الأسباب أجابها: «بأنكي كنتي نزوة وانتهت بكل بساطة لا أعلم من أنتِ وماذا تريدي الآن ؟ « اكتشاف الحقيقة المُرَّة المتأخرة هذه جعلتها تكره من بعده جنس آدم بأجمعهم و إختارت أن تبقى وحيدة إلى هذا اليوم . الحب صَنَع منها جُثَّة هامدة بلا إحساس ولا أحلام ولا طموح ..الحب منعها وحرمها من حلاوة الدنيا ،والحب أيضاً صنع منها شخصية لن تُهزَم أبداً ... كثيرة هي القصص وموجعة هي الآلام ، جميعهم أخلصوا في حبهم وكانت نتيجة إخلاصهم درساً قاسياً طيلة الحياة وذكرى لم تُمحى ولن تُنسى .. نعم هن ضحيات الحب ،لكنهن سيدات التضحية والعشق المُبَجَّل. *نهاية كل حب حقيقي زواج ،ونهاية كل سَكْرَه ونزوة كارثة . نوف العمودي الكاتبة / Twitter@noofalamoudi