تجاوزت أعداد المرضى المصابين بفيروس الإيدز في المملكة سنوياً حاجز ال 400 مريض كل عام، وبلغ العدد الإجمالي 4458 مريضاً، ويستهدف برنامج مكافحة الإيدز التدريبي الجاري تنفيذه هذا العام ضمن الإستراتيجية الوطنية الحديثة في مكافحة انتشار مرض نقص المناعة المكتسب من جانب وزارة الصحة، في مرحلته الأولى 500 معلم ومعلمة. وقد بدأت هذه المرحلة بمدن "الرياض"، "جدة"، "مكةالمكرمة"، "المدينةالمنورة"، "أبها" و"جازان"، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ممثلة في إدارة الصحة المدرسية، وبهدف إيصال المعلومات إلى المعلمين والمعلمات والمرشدين التربويين، ونشر التوعية الصحية والمعلومات عن المشورة اللازمة والفحص الطوعي. كما يهدف البرنامج أيضاً إلى رفع مستوى الجرعات الصحية لموجهي التعليم والإرشاد التربوي في مدارس البنين والبنات في مختلف المراحل التعليمية، بحيث تتوفر لديهم المعلومات الهامة حول طرق انتقال العدوى وكيفية إيصال المعلومات إلى الجيل الجديد إسهاماً في تعديل السلوكيات الخاطئة، ودعوة القطاعات الأخرى للمشاركة في التوعية بأساليب الحماية الضرورية. في سياق متصل يسعى البرنامج كذلك إلى تعريف المعلمين والطلاب بتوافر خدمات المشورة والفحص الطوعي للإيدز، ضماناً للسلوك الصحي السليم والتنشئة السوية للطلبة والطالبات. ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها وزارة التربية والتعليم في جهود مكافحة الأمراض، حيث شارك من قبل صاحب السمو الأمير "فيصل بن عبد الله" - وزير التربية والتعليم - في ندوة «مكافحة السمنة»، التي عقدت مؤخراً في "الرياض" بتنظيم من قبل مجموعة الأممالمتحدة. وذلك بالتعاون مع الجمعية الخيرية لمكافحة السمنة «كيل». وتوصل المشاركون في الندوة إلى توصيات محددة بشأن الأنظمة والتشريعات الخاصة بتوحيد الجهود المبذولة من الجهات المعنية للخروج بإستراتيجية متكاملة في مكافحة السمنة والوقاية منها، وتوفير وظائف خاصة لأخصائيي التثقيف الصحي في المدارس، وإيجاد مسمى وظيفة مثقف صحي في وزارة الخدمة المدنية، وتفعيل حصص التربية البدنية في مدارس البنات، بالإضافة إلى تنويع الأنشطة وتوفير الكوادر المتخصصة والمرافق الخاصة بالتربية البدنية في كل من مدارس البنين والبنات، وإيجاد آلية لمراقبة وجبات الطفل المقدمة من قبل المطاعم، وإلزامها بعرض الحقائق الغذائية المتوفرة في الوجبات، ودمج التثقيف الصحي كجزء من المناهج المدرسية، إلى جانب توفير آلية لتقييم المقاصف المدرسية وتطويرها بشكل دوري، والتعاون مع الجمعيات المتخصصة ذات الخبرة في هذا المجال والربط ما بين طلاب المدارس الذين يعانون السمنة والجهات المعنية. كما أشار المشاركون أيضاً إلى ضرورة تفعيل نوادي الأحياء والنوادي الاجتماعية والصيفية في المدارس، وتوفير الكوادر المتخصصة للبنين والبنات عن طريق تأهيل وتدريب مسئولي ومسئولات اللياقة البدنية، واعتماد ملف الطالب الصحي الذي يشمل تقييمًا متكاملاً للعوامل المسببة للبدانة وتشخيص الحالة بالتدخل الطبي ومتابعتها بانتظام. فضلاً عن عمل برامج توعوية خاصة بأهمية النشاط البدني للبنات، وتحفيز التربويين وأصحاب القرار والمديرين بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية المختصة بمكافحة السمنة وذلك بمكافآت تحفيزية، والتأكيد على الناحية الدينية في هذه الجزئية، علاوة على تكثيف الأبحاث الوطنية المعنية بدراسة ثقافة المجتمع السعودي بسلوكه وتقاليده والاستفادة من التجارب الإقليمية والعالمية. وفي سياق متصل شاركت وزارة التربية والتعليم سابقاً أكثر من مرة في جهود مكافحة المخدرات، وما تسببه من أمراض خطيرة، حيث أطلقت أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالشراكة مع الوزارة، حملة ميدانية ضد خطر تعاطي المواد المخدرة، استهدفت 44 ألف طالب وطالبة في المرحلة المتوسطة في مختلف المناطق، وذلك بعد أن تم التنسيق مع جميع إدارات التربية والتعليم، التي خصصت مشرفين على تطبيق البحث الميداني، بمشاركة 45 إدارة تعليمية، يمثلها 750 مرشداً ومرشدة طلابياً لجمع البيانات الميدانية وذلك لمدة أسبوعين.