اكتشفت في الآونة الأخيرة بقعة سياحية تعدّ من أجمل البقاع في المنطقة الجنوبية بالمملكة وتحديداً في "جازان" بمحافظة "الريث" هي وادي سياحي يسمى لجب يتميز بروعة المنظر وجمال الطبيعة الخلابة ويحتوي أيضاً على غابة مليئة بالأشجار الخضراء المعمرة وعيون المياه الحارة. كما يوجد به شيء أشبه بالمعجزة الإلهية عبارة عن قطوع صخرية كبيرة ارتفاعها يتجاوز أكثر من 500 متر بالإضافة إلى المياه المتدفقة على جانبي الوادي. يذكر أن الطريق المؤدي إلي وادي "لجب" يهبط إلى ما تحت مستوى سطح البحر آخذاً الشكل المتعرج حيث توجد مدينة أثرية اسمها "الخصوف" . ويعتبر ذلك الوادي من أكبر الأودية النازلة من جبل اليمن ويمر علي العديد من القرى مثل "الخوبة" ثم يخترق الأراضي الزراعية في "الريث" حتى يصل إلى البحر الأحمر ، وله روافد متعددة من أشهرها "ذهوان" و "الدحن" و "الذهبان". ويبدأ وادي "لجب" بالتقاء واديين أحدهما يسمى وادي "معري" لأن من يريد أن يتسلقه يجب أن يتعرى من ملابسه لشدة انكساره ليكونا معاً ما يُعرف ب"الوادي العجيب"، وهو واد مخيف نظراً لارتفاع جوانبه الشاهقة وضيق مجراه ويصل طوله إلى 15 كيلومتر، حيث يصب في وادي "بيش" العملاق وتنتشر غابات الأشجار بشكل لافت للأنظار ما يدل على بديع صنع الباري. هذا بالإضافة إلى ارتفاع الحدائق المعلقة التي تصل إلى نحو 400 متر فضلاً عن الأشجار التي تتجاوز ال10 أمتار، وفي وسط الوادي توجد عدة طبقات صخرية من البازلت والجرانيت والرخام والصخور النارية والمتحولية التي تسمى بصخور "الخورم" ويتخذ النحل منها مسكناً يملأه بالعسل طيب المذاق. ومن خصائص الوادي أيضاً أن الشمس لا تصل إليه إلا للحظات عابرة تمر عليه مرور الكرام ثم تختفي تماماً، ويتمتع الزائر برؤية المياه العذبة والبرك الكبيرة والصغيرة والشلالات الكثيرة وصوت جريان المياه الذي يروح عن النفوس، فضلاً عن متعة اكتشاف التكتلات والأشكال الصخرية المتعددة . وقد تم إنشاء طريق مسفلت على جانبيه زاده بهاءً وروعة في المنظر بجانب كوبري لعبور الزائرين على هذا الوادي أثناء نزول السيول، وبذلك يكون وادي لجب من أجمل وأهم الأماكن السياحية في المملكة والشرق الأوسط قاطبة.