مع بدايات فصل الربيع يتجه الشباب السعودي لقضاء أوقات فراغه في الذهاب إلى الشواطئ وممارسة هوايات متعددة، وفي هذا الإطار استقطب شاطئ نصف القمر المئات من الزوار من داخل وخارج المنطقة الشرقية، الذين فضلوا قضاء الإجازة في محافظة الخبر والاستمتاع بممارسة رياضات مختلفة من تطعيسٍ وصعود للكثبان الرملية وركوب الخيول، إضافة إلى التنزه على الشاطئ، والسباحة، وركوب «الجت سكي» وقوارب النزهة البحرية وغيرها. وتتضمن هذه الرياضات الخطرة التطعيس الذي يعدّ الأسوأ ويكون مصيرها الموت في بعض الأحيان، وهي رياضة تنتشر في دول الخليج يمارسها في الغالب الشباب الذين يعشقون صعود التلال الرملية (الطعوس) بسياراتهم في جو من الإثارة وروح المغامرة. ويرى العديدُ من هواة رياضة التطعيس وركوب الدراجات النارية أنها حققت لهم الكثير من المتعة وقوة الإرادة، وقضاء أوقات فراغهم فيها خلال الإجازات الأسبوعية، وإثبات قدراتهم في فن القيادة. وعندما بدأ بعض الشباب في ممارستها تعرضوا لانتقادات حادة خصوصاً وأنهم كانوا يفتقدون قواعد السلامة أو أنهم كانوا يمارسونها بنوع من "الطيش" والتهور، وبمرور الوقت تحول هذا العشق المتبادل بين محبي هذه الهواية وبين "التطعيس" إلى عادة ثابتة، وأصبح عدد محبي هذه الهواية يتزايد شيئاً فشيئاً حتى تحولت بعض الأماكن إلى مواقع خاصة تجمع الراغبين في ممارستها. ولم تعد تقتصر تلك الهواية على فترة عُمرية معينة، بل أصبحت تقام لها مهرجانات كبيرة تنظم بين أوساط الشباب في شتى مناطق المملكة، وتمكن بعض الشباب من تحويلها إلى عمل جماعي منظم من خلال الرحلات في صحارينا الشاسعة مترامية الأطراف، وهو ما يتيح للكثيرين متابعة هذه التجربة المثيرة التي يعتقد الشباب أن بإمكانه القيام بها في أي وقت يشاء ودون دراية أو معرفة مسبقة. غير أن اللافت للنظر أنها تحمل في طياتها الكثير من المخاطر والحوادث لمن لا يملك الخبرة في ممارستها، ويمكن أن تصل إلى الوفاة مع انقلاب المركبات وتعرض الشباب لإصابات تودي بحياتهم أو تعرض السيارات للتلف بشكل كبير يصعب تلافيه. وتمر هذه الهواية بعدة مراحل: أولها مرحلة ما قبل الانطلاق حيث يتم حصر وترقيم السيارات وتوفير الوقود والأجهزة اللاسلكية ومعدات المساندة لمواجهة الحالات الصعبة، إلى جانب توفير الإسعافات الأولية ثم يتم توضيح الإرشادات والتعليمات عن كيفية التصرف في حالات الانقلاب وغمر السيارة في الصحراء أو تعطلها وفقدان الطريق. وبعد الانتهاء من مرحلة التعليمات تبدأ الخطوات الأولى للسير، بتحديد الاتجاهات على الخريطة والاتفاق مع كافة أفراد الطاقم المشارك، ولكي تسير المركبة في الرمال الكثيفة يتعين عليك أولاً تخفيض ضغط الهواء في إطارات سياراتك لحمايتها من الانغماس في رمال الصحاري بما يساعدها على الحركة دون توقف ثم تبدأ السيارات في الصعود إلى قمم الكثبان الرملية لتتمايل هنا وهناك، ومع السرعة الجنونية تنحرف المركبات يمنة ويسرة، مما يشعر الركاب بالسقوط إلى الهاوية. وفي سياق متصل، طالب العديدُ من هواة التطعيس بإقامة نادٍ خاص لهذه الرياضة وركوب الدراجات النارية يوفر أدوات السلامة والتعارف بين ممارسيها، وتأسيس لجنة منظمة للنادي ترفع علم المملكة في جميع دول الخليج ومبررهم في ذلك هو أن هذه الرياضة باتت تتزايد في الانتشار وأصبح لها جمهورها في مختلف أنحاء المملكة، وتمارس في أماكن أشهرها رالي حائل الدولي، وبحرة في جدة، ومستورة وبدر والثمامة في الرياض والقصيم والهفوف.