في ضوء توقيع اتفاقية جديدة تسمح بمد خطوط للغاز الطبيعي ما بين إيرانوباكستان، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي حسين رويوران، أن الاتفاق بمثابة إنجاز سياسي ودبلوماسي كبير لإيران وذلك لعدة أسباب، أولها أن الولاياتالمتحدة سعت للحيلولة دون توقيع هذا الاتفاق عن طريق تهديدها لباكستان بفرض عقوبات كثيرة عليها إلا أن الدبلوماسية الإيرانية دفعت بالمسئولين في باكستان لتجاهل كل تلك التهديدات وتوقيع العقد . واعتبر أن الحصار الاقتصادي المفروض على إيران يجعل من توقيع هذا الاتفاق بمثابة انتصار كبير يبرهن على قدرة السياسي الإيراني على المناورة. أما ثالث هذه الأسباب وفقاً لرؤية رويوران فيمكن في نجاح إيران في إيجاد مصالح مشتركة وحالة من التبعية المتقابلة مع كل دول الجوار والدول الأبعد من الجوار للتغلب على كافة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وحول تشكيك البعض في قدرة إيران على تقديم قرض بقيمة 500 مليون دولار إلى باكستان وفقاً للاتفاق، أكد رويوران في حوار لبرنامج بانوراما على قناة روسيا اليوم، أن إيران لديها ما يسمح بتقديم هذا القرض بها لديها من إمكانيات متقدمة في مجال صناعة الحديد والصلب والأنابيب مؤكداً أنها تكاد تكون من الدول المتقدمة في صناعة الأنابيب. ومن جانبه اعتبر الباحث السياسي كمال خلف الطويل، المساعي الأمريكية لعرقلة الاتفاق أمرا طبيعيا مشيرا إلى أن المحاولات الأمريكية تكررت على مستوى السبع أو الثماني سنوات الماضية، حيث إنه في عام 2007 بالتحديد كان هناك اتفاق حول هذا الأمر ولكن قامت الولاياتالمتحدة باستخدام حق الفيتو، الأمر الذي أعاق العملية، مشيراً إلى أن الفرق بين إصرار باكستان اليوم وبين ما حدث في عام 2007 هو أن الولاياتالمتحدة أوشكت على الخروج من أفغانستان حتى وإن بقيت بعض القوات إلا أن مجمل القوات سوف ترحل من أفغانستان، كما أن الولاياتالمتحدة لا تريد أن تغضب باكستان، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة قد وصلت إلى أعلى سقف فيما يخص العقوبات الاقتصادية على إيران، لذلك فإنه من المعتقد أن تلك العقوبات هي أكثر العقوبات التي فرضت على دولة من قبل دولة أخرى، مضيفاً أن الكونجرس الأمريكي سعى ويسعى إلى إقامة مجموعة من العقوبات الجانبية بمعني أن يعاقب من يحاول أن يتعامل مع إيران وهذا ما تحاول فعله مع باكستان.