أعلنت وزارة الصحة بأنها استعانت بنخبة من الاستشاريين والمتخصصين من الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وأوروبا لتطوير الخدمات وتحصين مستوى الرعاية الصحية في غرف العناية المركزة وأقسام الطواري وغرف حديثي الولادة وأجنحة المخاض وغرف الولادات .. الخ.. وهنا لا ندري أنشكر وزارة الصحة التي أطلت علينا بهذا الخبر أم نعزي أنفسنا على هذه الخطوة التي اتخذتها الوزارة؟ في الوقت الذي نسأل فيه وزارة الصحة كم سيكلف هذا المشروع؟ وكم المدة التي قررتها الوزارة لهذه النخبة لتطوير الخدمات الصحية في المملكة، ومن سيبدأ عمل هذه النخبة الاستشارية عملها، وهل ستطلق أعمالها من مدينة الرياض أم ستقوم بجولات وزيارات ميدانية على جميع المرافق الصحية في عموم مناطق المملكة، وهل ستستعين هذه النخبة الاستشارية الأوروبية بالعقول الطبية السعودية لمساعدتها على تطوير الخدمات الصحية، وهل ستكون الخدمات الصحية مستقبلاً أفضل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وغيرها من الدول الأوروبية بعد انتهاء أعمال هذه النخبة الاستشارية، كنا نتمنى من وزارة الصحة أن تعلن كم سيكلف هذا المشروع الأوروبي، كنا نتمنى من وزارة الصحة أن تكشف لنا هل الخطط المنفذة في المرافق الصحية حالياً اثبتت فشلها ولذلك تم الاستعانة بالخبرات الأوروبية، كنا نتمنى من وزارة الصحة أن توضح لنا العقوبات التي أقرت ضد هذه النخبة في حالة فشلها في مهمتها، كنا نتمنى من وزارة الصحة أن توضح لنا الاستراتيجية التي ستعمل عليها هذه النخبة من الاستشاريين الأوروبيين، كنا نتمنى من وزارة الصحة أن تستعين بالخبرات السعودية الطبية خاصة ممن درسوا في الخارج قبل الشروع في هذه الخطوة، كنا نتمنى من وزارة الصحة أن تنفذ ورش عمل تعمل على تطوير المرافق الصحية، كنا نتمنى من وزارة الصحة أن تستفيد من الأخطاء الطبية التي تحدث في المستشفيات وتعمل على تلافيها، كنا نتمنى من وزارة الصحة أن تبحث مع العقول الطبية السعودية كيفية تطوير المرافق الصحية بما يتفق مع تطلعات ولاة الأمر في هذه البلاد، كنا نتمنى من وزارة الصحة أن توضح لنا الميزانيات التي رصدت لهذا المشروع الصحي. معالي وزير الصحة إن تطوير الخدمات الصحية لا يحتاج إلى عقول أوروبية بقدر ما يحتاج إلى ضمير وطني حي يسعى إلى خدمة المريض بإخلاص وأمانة وتقديم الخدمة المتميزة للمريض، خذ على سبيل المثال في المدينةالمنورة مستشفى الملك فهد رغم وجود وزارة الصحة لتطوير الخدمات الصحية في هذا المستشفى والإنفاق الكبير الذي ينفق فيه إلا أن خدماته الصحية لا زالت مكانك سر ومتعثرة بسبب قلة الإمكانيات الفنية ويجد المريض في هذا المستشفى الأمرين من أجل الحصول على قطرة علاج، وخذ على ذلك مستشفى الأنصار ومستشفى الميقات ومستشفى النساء والولادة الذي انفقت فيه الدول ملايين الريالات لا زالت خدماته دون المستوى المطلوب حتى إن الأطباء والممرضين في هذا المستشفى يشتكون من قلة الإمكانيات وتخبط الإدارة في أعمالها، هذا حال مستشفيات المدينةالمنورة التي لم تشهد أي تطور في خدماتها منذ سنوات، حتى إن المدينةالمنورة ظلت على هذه المستشفيات رغم التطور الذي تشهده عاماً بعد عام فلم تبادر وزارة الصحة في إنشاء أية مستشفيات جديدة بل تستعين أحياناً بمستشفيات القطاع الخاص لاستقبال بعض الحالات؟ إذن يا معالي الوزير فالعملية ليست عقولا أوروبية. بقدر ما تحتاج إلى ضمائر سعودية مبدعة مخلصة تتوفر لها الإمكانيات المادية والفنية والبشرية لتقدم أميز الخدمات الصحية للمريض فهل تبادر وزارة الصحة الاستفادة من الكفاءة الصحية والطبية السعودية لتطوير خدماتها الصحية أم يظل خط الاستعانة بالعقول الأوروبية أفضل طريق لتطوير الخدمات الصحية في السعودية؟. خاتمة:ارتكاب الخطيئة عمل إنساني لكن تبرير تلك الخطايا عمل شيطاني. خالد سعيد باحكم المدينةالمنورة ص. ب 2263