حوار: شاكر عبدالعزيز تصوير: ابراهيم بركات : المهنة الاساسية لضيف هذا اللقاء هو "تاجر في قطاع المجوهرات" ولكن الجميع يعرفونه.. احد اصحاب الرأي المشهود لهم بالصراحة والشفافية وقول الحق حتى لو اغضب البعض في بعض الاحيان، ضيفنا في هذا اللقاء يطلق عليه البعض "شيخ الجواهرجية" في جدة ولكن آراءه وافكاره تستحق ان تناقش فالاستاذ جميل فارسي يطرح العديد من القضايا القومية التي يتحدث عنها "المجتمع". جميل فارسي طرح افكاره حول مواجهة البطالة بين شبابنا واتمام عملية السعودة في القطاع الخاص السعودي ودور القطاع الحكومي في ذلك.. وناقش بالتفصيل قضية ال2400 ريال التي طرحها وزير العمل مؤخرا وكيف يتم تنظيم هذا التوجه بحيث لا يكون هناك متضررون واجاب عن سؤال حول سعودة "قطاع الذهب والمجوهرات" واسباب ارتفاع الاسعار في الاسواق المحلية وفكرة تحويل المستشفيات الحكومية الى القطاع الاهلي.. افكار كثيرة مطروحة على ضيف هذا اللقاء اليوم. قلت في البداية للاستاذ جميل فارسي الجميع عرف عنك الصراحة وقرار ال2400 ريال احدث زوبعة كبيرة في سوق العمل وبالذات للقطاع الخاص السعودي.. أنت ما رأيك؟ - الحقيقة اقول في مقدمة بسيطة ان الخطر الحقيقي لهذا الكيان (ليس اضطرابا سياسيا) ولا اعتقد خارجيا ولكن المتوقع اضطراب ينتج "بسبب البطالة" وقد يكون عدداً قليل ولكن الشخص الواحد العاطل عن العمل المستقبل امامه منتهٍ لا يستطيع ان يفكر، اضافة الى انه توجد مشكلة اخرى وهي "مشكلة الاراضي" وهي مشكلة تواجهنا في المملكة لكن اقول ان مشكلة البطالة عبارة عن قنبلة موقوتة لا نعرف متى تنفجر ما لم نأخذ فعلا قرارات حاسمة في ذلك. والسؤال يصبح هل قرار ال2400 ريال هو الحل او لا. هذه قضية ثانية لكني فقط اريد ان اشرح مدى خطورة (موضوع البطالة).ولك ان تتخيل شابا تخرج من الثانوية في منطقة (خليص) في منطقة ملاصقة لجدة ماذا تتوقع ان يجد عملا في خليص لن يجد عملا على الاطلاق في خليص .. هل يستطيع الحضور الى جدة ويسكن فيها للبحث عن عمل لا يستطيع ذلك لان الايجارات عالية جدا وسوف يقضي الشهر الاول والثاني وحتى الشهر الرابع بتكاتف من والده والخامس والسابع عن طريق الاقرباء ولكن في السنة الثانية والثالثة اذا تقدم له احد الاشخاص وقال له هذا (طرد صغير) فيه بعض المخدرات خذها الى مدينة الرياض او جدة ولك نسبة من الارباح لن يتردد في هذا العمل او وجد عصابة تطلبه للانضمام اليها لن يتردد في الانضمام لها هذه هي طبيعة النفس البشرية. إذاً من الأسلم لنا ان نعالج المشكلة قبل ان تتفاقم. ولكن هل ال(2400) علاج لذلك هذه قضية اخرى؟ - وقد ناقشني احد الاصدقاء وقال لي ان حل مشكلة "البطالة" هو رفع الحد الادنى للاجور بصفة عامة في المملكة فأجبته بأن ذلك خطأ لان القوى العاملة الاساسية في المملكة هي قوى عاملة اجنبية. ورفع الحد الأدنى يعني استنزاف المزيد من الاموال من المملكة الى الخارج، لكن المنطق يقول رفع الحد الادنى للتكلفة وليس للأجور وذلك يجعل تكلفة استقدام الأجنبي (مرتفعة) حتى تتقارب النسبة ما بين الأجنبي والسعودي وذلك هدف اجراء ال2400 ريال وهو هدف سليم يلزمه بعض التعديل وليس الالغاء. والتعديل الذي اراه يجب ان يتم هو النظر لبعض القطاعات المختلفة ففي بعض القطاعات لا تستطيع ان تتحمل ذلك ولن تجد البديل السعودي وقال: دعني اعتب قليلا على (قطاع المقاولات المملكة) ليس على كل قطاع المقاولات بل على القطاع الكبير الذي استنزف من المال العام مبالغ كبيرة فهم يحصلون على آلاف الملايين في العقود ويصبح السؤال ماذا قدموا للمجتمع ومستوردي السيارات قدموا "المعهد السعودي الياباني" لتدريب وتشغيل الشباب السعودي هل قام المقاولون بعمل مشابه لذلك - لا - بالطبع لكن ان قاموا بذلك ودربوا الشباب واوجدوا معاهد تدريب ووجدوا ان باب (الاستقدام) مازال مفتوحاً.لو جدنا ان المقاول رقم (أ) قام بتدريب عدد كبير من "المبلطين او السباكين" السعوديين ويكون الحد الادنى للسعودي ليعيش عيشة مقبولة "ثلاثة آلاف ريال" والمقاول "ب" مفتوح له باب الاستقدام يحضر (مبلط آخر) بألف ريال في الشهر كيف سينتنافس "المقاولين" لا يستطيعون ذلك، فيجب ان ننظر لمشكلة البطالة كمشروع قومي كبير تهتم به كل الامة، ويجب ان نتحمل كل الاطراف ونتحمل قليلا من اجل ابنائنا لكي يعيشون عيشة كريمة. ويستطرد الاستاذ جميل فارسي:في الاساس فتح "باب الاستقدام" الدائم انا لا اؤيده على الاطلاق واتذكر هنا مقولة مشهورة للدكتور غازي القصيبي (يرحمه الله) عندما قال من لا يرغب ان "يسعود" وقرر ان يهاجر الى "دبي" سأقوم بتوديعه في المطار.وفي احد هذه اللقاءات قلت لمعالي الدكتور غازي القصيبي "انا أسكون معك في رحلة وداعه بالمطار" وفي مهنتي بالذات فاذا لم تستطع ان تدرب (شخصا واحدا) خلال عشر سنوات فلاشك اننا مخطئون. الحكومة تتحمل الفرق السؤال يصبح الآن أنت مع قرار ال2400 ريال أم ضده؟ - انا مع القرار مع تعديله في بعض الاحيان لبعض القطاعات وبالذات القطاعات "الدنيا".. بما فيهم قطاع المقاولات وشركات النظافة والعقود مع الحكومة يجب ان تتحمل الحكومة (الفرق) لانه غير منطقي في الواقع ولكن هناك موضوع في غاية الاهمية يجب على الحكومة ان تعمل جاهدة على التأكد الا يتحمل هذا الفرق العامل لان العامل وصل من بلاده وقد يكون راتبه (الف ريال) كاملة ان استلم (800) ريال فهذا ظلم ولم يوف رب العمل بالعقد. لا نحارب السعودة قطاع الذهب والمجوهرات في جدة يحارب "السعودة" ماذا تم في هذا القطاع وهل هذه المقولة صحيحة؟ - رد على الفور (غير صحيح) .. (غير صحيح) فقطاع الذهب والمجوهرات يفتخر انه القطاع الاساسي الوحيد الذي قام "بسعودة حقيقية" خلال فترة بسيطة ولم يكن عملية سهلة، مثل قطاع سعودة رجال البيع والامر في قطاعنا يقسم الى قسمين: (البيع والتصنيع) رجال البيع بحكم القانون كان يجب ان يكونوا سعوديين بنسبة مائة في المائة في بعض المحلات نجحت وفي بعض المحلات تعثرت قليلا انا شخصيا تجربتي ناجحة.. لا اعمم التجربة والموظفون الموجودون عندي كلهم سعوديون وكلهم ممتازون وامناء وجيدون للغاية لكن المشكلة كما ذكرت (مشكلة البطالة) تهم الامة كلها يجب الا يتحملها القطاع الخاص وجدة يجب ان تتحمل الحكومة وتشارك معنا في حل المشكلة.فالحكومة لمدة (اربعين سنة) ظلت تتخذ القرار بمفردها دون مشاركتنا من اية دولة تستقدم كان (بيد الحكومة) كم تستقدم بيد الحكومة وليس بيدنا ولم يكن للقطاع الخاص اي قرار في موضوع الاستقدام بل كانت عبارة عن قرارات حكومية متوالية (ثم فوجئنا بكارثة البطالة).. وكما هو معروف ان فكرة الاستقدام بدأت مع بدايات الطفرة في السبعينيات لم نكن نستطيع ان نعيش، فالموانئ كانت مكدسة، العمل كان متوقفا وكانت (فكرة جيدة) في هذا الوقت ولكن ان تستمر الى الأبد في ذلك فهذا (خطأ) ففي كل جهة يمكن تدريب بعض السعوديين للاحلال وبدون التدريب والاحلال لا يمكن ان يتم ذلك واستطيع القول ان نجاحنا في التدريب كان بسبب التكاتف في مهنتنا وقد عملنا كمجموعة رجال اعمال سوياً وصممنا برنامجا تدريبيا مع بعض ودربنا في مجال الذهب والمجوهرات اكثر من (اربعمائة شاب سعودي) ومعظمهم على رأس العمل الآن، لكن قطاع التصنيع في مجال الذهب والمجوهرات اصعب بكثير التدريب فيه وهنا يلزمنا (مساعدة حكومية) اما من قطاع التدريب المهني وقد حاولنا الاتصال بهم وارسلنا الى مركزهم الرئيسي بالرياض مجموعة من التجار (من الصياغ الأجانب) وشرحوا لهم آلية التصنيع ومراحله حتى ندخلها في البرامج ولكن للاسف لم يعتمد اي برنامج ونتمنى وجود برنامج مشابه لذلك وكانت فكرة التسهيل في جدة فكرة جيدة وهو ان (يربط الاستقدام بالتدريب) فمن يستطيع ان يدرب مسموح له بالاستقدام ومن لا يستطيع لا يسمح له بالاستقدام وهذا عمل (منطقي) فأنا اذا كنت استورد الذهب من سويسرا والماكينة من ايطاليا والعامل المنتج (للاسورة) من الهند، فمن الافضل ان استورد القطعة جاهزة من الهند بدلا من تصنيعها في بلادنا. البعض نقل نشاطه هل صحيح ان تجار الذهب بعضهم نقل نشاطاته الى "دبي"؟ - البعض فعلاً نقل نشاطه الى دبي والفارق في هذا الموضوع ان منطوقنا للحل مختلف عن منطوق "دبي" ففي دبي ليس هناك اي اهتمام بموضوع توطين الوظائف لسبب بسيط لان عدد السكان صغير للغاية واستراتجيتها هي الانفتاح الكامل وانا شخصيا مقتنع بتجربة دبي في بعض القطاعات ولكن اعارضها بشيء في قطاع (القومية العربية) فأنا تفكيري قومي عربي فأنا لا اريد مدينة عربية ولكن لا اجد فيها اي عربي على الاطلاق.. فحين تمشي في شارع الصاغة في دبي من اول الشارع لآخره قد لا تشاهد لمحة عربية وهذه منطقة عربية يجب ان يكون هناك دور عربي فيها سواء اماراتي او مواطن عربي سوري، مصري، لبناني. فالعروبة شيء مهم.. وسوق الذهب هناك بالكامل "هندي" ونحن اذا نزلنا الى سوق الذهب في جدة نجد بعض البائعين فيها هنود رغم ان هناك "سعودة" بالكامل والسبب أن هذه الشركات استثمار رأسمال أجنبي وهذا احتيال عجيب على القانون يسمح له بإنشاء "مصنع مجوهرات" ويعطى تأشيرات ثم يعطى ترخيص لبيع منتجاته ويتحول البائعون إلى بائعين أجانب، والآن موجودون في جدة ولو نزل مصور (البلاد) سيجد مجموعة كبيرة من المحلات كلها هنود بالكامل -وهذا - في الواقع غير منصف للتاجر السعودي الذي يدرب ويهتم بأبنائه السعوديين ويوظفهم. مقالات تثير ردود فعل مقالاتك تثير ردود فعل قوية بين القراء والناس وعلى سبيل المثال مقالك الأخير "من ذقنه فتلو" آخر مقال لك في الزميلة "الشرق".. أنت متى تكتب ولمن تكتب؟ - قال الأستاذ جميل فارسي: هي مقالات عادية.. وأنا أكتب للوطن وأكتب في حب الوطن لا أكثر ولا أقل والمقال الأخير نموذج من المقالات في محاولة لايجاد حلول بطريقة لطيفة لا أكثر ولا أقل وآمل أن أكون عند حسن الظن دائماً. ماذا سيقدمن للشورى؟ دخول "ثلاثين امرأة سعودية" إلى مجلس الشورى ما هي رؤية المثقف السعودي جميل فارسي في هذه البادرة؟ - يهمنا في هذا الموضوع ماذا تعمل المرأة السعودية في مجلس الشورى فالبادرة في حد ذاتها جيدة، لكن السؤال ماذا سيقدم المجلس في الدورة الجديدة. أنا أتمنى من المجلس أن يبدأ بمراقبة الميزانية والتطلعات الأخرى سقفها عالٍ نوعاً ما ولكن علينا أن نبدأ بذلك وأنا أرحب بدخول ثلاثين امرأة سعودية ولكن ماذا سيعملن؟. النجاح هل نجح جميل فارسي في جذب الشباب السعودي للانخراط في العمل في مجال الذهب والمجوهرات؟ - الحقيقة أن نجاح فكرة تشغيل الشباب السعودي للعمل في مجالات الذهب والمجوهرات لم يكن نجاحاً لي شخصياً بل كان نجاحا لشاب من مهنتنا اسمه (محمد عزوز) الذي جعل التدريب هما حقيقيا له فهو قام بالتدريب لكل قطاع ويجب على قطاع الذهب والمجوهرات أن يكن لهذا الرجل (كل احترام) وما زلنا حتى الآن نقوم ببرامج التدريب كلما كان هناك طلب دخلنا في مسار جديد لكن لن تنجح التجربة ما لم نجد دعم حكومي.. والدعم الحكومي يتم بنوعين أولهما: القوانين يجب أن يكون هناك قانون واضح بأن العقد يجب أن يحترم من كلا الطرفين فمن غير المنطقي أن نجعل عقد العمل يحترم من رب العمل فقط وللعامل حرية الغاء العقد وقت ما يشاء.هذه نظرية لا يمكن أن تستمر على الاطلاق يجب أن يحترم عقد العمل بين جميع الاطراف يجب الا يظلم العامل أو رب العمل. وهذا الموضوع في يد الحكومة في قطاعين أول شيء الانتقال من رب عمل إلى رب عمل آخر في نفس القطاع والانتقال من رب عمل إلى القطاع الحكومي، والحقيقة أن معظم طالبي القطاع الخاص يتقدمون للعمل في القطاع الخاص كمحطة ترانزيت للانتقال إلى الحكومة وهذه النظرية يجب أن تلغى تماماً وهذا الموضوع في غاية السهولة أن تتولاه الحكومة إن الحكومة تترك "فرصة العمل" لمن هو ليس على رأس عمل بأن تطلب شهادة اخلاء طرف من رب العمل السابق أو أن يكون قد انتهى عقد العمل للأبد نظرية غير منطقية أنا اؤيد عقد العمل محدد المدة بحيث يكون الحق متاح للطرفين العامل ورب العمل. وأي عقد في الدنيا يجب أن يكون محدد المدة ولا توجد عقود إلى الأبد إلا التقاعد مع الله سبحانه وتعالى بشهادة لا إله الا الله وأن محمد رسول الله نحيا عليها ونموت عليها ونحن نعرف أن عقد الزواج يمكن أن ينفصل الزوجان. فالإسلام ترك للرجل حرية الطلاق وترك للمرأة حرية الخلع إنما البقاء للأبد لا يمكن، أو هناك شرط آخر من يطالب بالعقد الدائم غير قابل للإلغاء هل يرضى بأن يكون العامل لا يستطيع الاستقالة إلى أن يموت - لا يمكن - فاذا اعطينا حقا لأحد يجب أن نعطيه للطرف الآخر - لكن - بصفة عامة من يعمل باجتهاد وبانتظام وبجدية لن يفرط فيه "رب العمل" بل سوف يحرص على معاملته المعاملة الحسنة والمرتب العادل لن يستقبل من عنده العامل. بلاد الربيع العربي جميل فارسي كقارئ وكاتب عربي كيف ترى بلدان الربيع العربي وما يحدث فيها؟ - إذا أخذنا "المثال المصري" وهو الأقرب.. وعلينا أن نطرح سؤالاً لماذا يهتم السعوديون بأحداث الثورة المصرية ليس بهدف سياسي كما يحاول البعض أن يوحي بذلك - لا - يهتمون بها لأن مصر هي نصف العالم العربي وإذا صلحت مصر - صلح العالم العربي كله وهذا سبب اهتمام الناس بما يحدث في مصر- ففي مصر قامت ثورة فريدة في التاريخ ثورة سلمية بيضاء تطالب بالحقوق - بل- كانوا يرددون - سلمية .. سلمية باستمرار وقد أشاد بها العالم كله وكان يقودها الشباب "لكن" الانتفاضة التي حدثت الشهر الماضي يقودها "السياسيون" فنتج عنها حرائق وفتن ومشاكل واستطرد الأستاذ جميل فارسي قائلاً: ما أنقى شباب الأمة وما أسوأ سياسي هذه الأمة !! لقد كتبت قبل أيام "تويتر" انه ربما ظلت البوصلة للكثير من السياسيين المصريين أنه بدلاً من الحوار باللسان أصبح الحوار "بالحريق" ورد عليّ أحد المؤيدين لذلك فأخبرته أن الحرق يكون "للزبالة" تحرق الزبالة فنتخلص منها ولكن مصر ليست زبالة، فليس الحل بالحرق ولكن الحل ب "المفاهمة". الأسعار نار أنت معروف بالصراحة - الأسعار "نار.. نار" من المسؤول عن الارتفاع الهائل في الأسعار والناس تشكو من ارتفاع الأسعار من المسؤول عن ذلك؟ - المشكلة الحقيقية في بلادنا تتفرع لنوعين "مشكلة البطالة ومشكلة الاستيلاء على الأراضي" المشكلتان مهمتان جداً، ففي أول اجتماع لنا مع وزير التجارة والصناعة السابق الأستاذ عبدالله زينل الذي أتى في ظل أزمة ارتفاع الأسعار تحدث عدد كبير من التجار ودار الحوار حول تكاليف النقل وارتفاع الأسعار لأسباب خارجية، وليست لأسباب محلية ، وأن التجار لا يريدون ارباحاً فاحشة وحقيقة أنا أعلم ذلك وبالذات في المواد الغذائية فالمنافسة قاتلة ما بين التجار وهامش الربح ضئيل للغاية، لكن - قلت لمعالي الوزير لو استطعنا المداولة حول عمل اعلانات أو علاقات عامة لاظهار أن التجار بريئين - وقلت لمعالي الوزير لو جدلاً أحضرنا أفضل شركة للعلاقات العامة واقنعت الشعب السعودي - أن التجار- عبارة عن صنف من الملائكة - وأن كيس الأرز أبو 90 ريالا هو في الواقع يكلف التاجر 100 ريال ولكنه يبيعه ب 90 ريالا من اجل عيون المواطن السعودي واقتنع جدلاً المواطن السعودي أن هذا الرجل (من الملائكة) ووضع يده في جيبه ولم يجد التسعين ريالا فإنه لا يعنيه ذلك. فالمواطن ما دام دخله قليلا لن يقتنع بأمانة التاجر أو عدم أمانته فالشخص الذي يوجد في بيئة (أربعة أولاد) أو ثلاثة بنات لم يجدوا وظيفة والبنات تنتظر رئاسة البنات لتعيينهن لو جعلت (كيس الأرز) بريال واحد لن يكفيه ذلك - الحل - في ايجاد فرص عمل تكفي أبناءنا وبناتنا - أما الارتفاع الحقيقي المزعج هو ارتفاع الايجارات خلال الثلاث سنوات الأخيرة ارتفعت الايجارات في بعض الأماكن إلى "الضعف" ، رغم أن التكلفة بنيت وتمت من قبل لكن سبب الارتفاع هو "الفرصة المضاعفة" أو "الفرصة البديلة" والموضوع أصبح خارج العقل والمنطق لأن الشاب مهما كان مرتبه لن يحلم بتملك - قطعة أرض - ناهيك أن يبني عليها ونحن نعرف الأسباب. المرأة كاشيرة تجربة ناجحة المرأة كاشيرة في المراكز التجارية هل نجحت التجربة؟ - لقد شاهدت أكثر من سيدة والحقيقة في غاية الاحترام والحقيقة أنا اؤيد هذه التجربة - وأنا - اؤيد أن تجد المرأة فرصة عمل محترمة في مكان محترم والفكرة تسير بخطوات جيدة وآمل أن يكتب لها النجاح. شبابنا هل هم سلبيون أم أن هذا الكلام - باطل - من أساسه؟ - الشباب السعودي ثلاثة أصناف (شاب ممتاز للغاية) وشاب (متوسط) وشاب (سيء) في مقابل ذلك رجال الأعمال هم ثلاثة أصناف (رجل أعمال ممتاز للغاية) و رجل (متوسط) ورجل "سيء) وكما تكونوا "يوظف لكم" والشباب هم نتاج من شرائح المجتمع وفي مجتمعنا كما في كل مجتمعات الدنيا "الجيد والسيء" ويعامل ذلك عن طريق القانون الذي يحدد العلاقة بين الطرفين بين رب العمل والعامل - وغير منطقي - أن هناك موظفا يتأخر يومياً ولا تستطيع أن "تفصله" والعامل الجاد لن يفصله رب العمل بأي شكل من الأشكال والعامل المنتج سوف يتمسك به رب العمل مهما كانت ظروفه. القطاع الخاص وتشغيل الشباب يقال إن رجال الأعمال لم يؤدوا حق الدولة عليهم في تشغيل الشباب السعودي رغم المميزات الكثيرة التي حصلوا عليها من الدولة هل هذه المقولة صحيحة؟ - أنا أؤيد فكرة أن من حصل على مميزات أكثر أن يتحمل أكثر - فالذي أخذ قرضا من صندوق التنمية الصناعي ب 200 مليون ريال أو أرض في المدينة الصناعية يتحمل أكثر فأحدهم أخذ اعانة من الدولة لمصنع تكرير الذهب وحصل على اعانة من الدولة (200) مليون ريال وهذا المصنع "مقفل" الآن وعدد كبير من الورش في جدة لم تحصل على أية مساعدة من الدولة ولكنها تنتج وفيها سعوديون ينتجون - ومن أخذ - أموال من الدولة عليه أن يتحمل عبء اجتماعي أكبر. تدفق الاستثمارات الأجنبية ما هو المطلوب لتدفق الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة؟ - الاستثمارات في العالم كله ليس لها إلا ثلاثة أهداف وهي ليست موجودة لدينا الهدف الأول ايجاد حصيلة من النقد الأجنبي لدولة ليس فيها نقد أجنبي - مثلاً - فيتنام لو أقنعهم أحد بأن يستورد مصنع لإنتاج الأخشاب وتحويل الأخشاب إلى مفروشات سوف تتضاعف القيمة سوف يرحبون بالاستثمارات الأجنبية.ونحن في المملكة العربية السعودية لسنا في حاجة لرأس المال الأجنبي لأن الحد الأدني الآن حوالي (400 ألف ريال) وهو مبلغ بسيط، ويمكن تدبيره بسهولة والمستثمر لا ينقل لنا تجربة جديدة لأن الورش موجودة - ولكن - الأسوأ في هذا النظام هو أن نعطيه موافقة الاستثمار الأجنبي ونعطيه معها (ثلاثين تأشيرة) وهو بذلك لن يشغل سعوديين ويصبح السؤال هنا لماذا يستثمر عندي وعليه أن يستثمر في بلده - والادارة الجديدة للاستثمار حدّت من هذا التوجه، لكن وجدنا مؤشرات مخيفة (مثلا محل فلافل) ومنتج (كعك) و (حلاقين) و (خياطين) جميعهم يأتون في ظل نظام الاستثمار الأجنبي ما هذا!! * دخول شركات خليجية للعمل في مجال الطيران في أجواء المملكة هو هو مشروع ايجابي أم سلبي على الناقل الوطني؟ - سألتني في الذهب واجبت سألتني في كل شيء وأجبتك وأما لم أصبح طياراً بعد.. وعندما أصبح طياراً إن شاء الله أجاوب عن هذا السؤال (قال ذلك وهو يطلق ضحكة خفيفة". ماذا عن التعليم تعليمنا ماذا ينقصه من وجهة نظركم؟ - وضع جميع مشاكلنا كلها على التعليم أعتقد أن هذا (فيه ظلم على التعليم)، فهذه المجموعة التي نراها تخرجت من قطاع التعليم الحالي - التعليم في حد ذاته - لا نلقي باللائمة عليه فقد يأتي رجل أعمال ( لا يريد أن يسعود) ويضع حججا بأن مخرجات التعليم لا تتناسب (فالاستقدام مفتوح لأناس لم يتعلموا على الاطلاق) ف (الحلاقون) الذين نستقدمهم ليسوا من خريجي هارفرد بل يتعلمون في رؤوسنا. لكن إذا أردنا تطوير التعليم فأملنا في الحقيقة في الوزير الحالي أن ينقل نقلة كبيرة في مجال التعليم ولكني اعتقد أنه يجب أن تكون أسرع من ذلك .. وأنا وأولادي تخرجنا من مجال التعليم في بلادنا. الإدارة والملكية في المستشفيات طرحت (البلاد) فكرة تحويل المستشفيات الحكومية إلى القطاع الأهلي على أن تدفع الدولة مصاريف العلاج في هذه المستشفيات نيابة المواطن لأننا نجد في المستشفيات الحكومية عدم اهتمام بالمواطن المريض ونقص في الأدوية ومواعيد تمتد بالشهور أنت ما رأيك؟ * تحويل الإدارة في المستشفيات غير تحويل الملكية - أن نترك المريض لرحمة العلاج في القطاع الخاص ( من معه أموال يعالج ومن ليس معه فلوس يرمى في الشارع).. هذه نظرية غير مقبولة على الاطلاق أنا لا اؤيد (القطاع الخاص لا في التعليم ولا في الصحة) يجب أن يجد المواطن الغني والفقير فرصة في التعليم والصحة ومن غير المنطقي أن نسمع أن ميزانية وزارة الصحة "تيرليون ريال" وتأتي إليك بعض الرسائل تبرعوا إلى جمعية الأمير سلطان بن سلمان لمرضى الكلى، أنا أرى في هذه الرسالة عيبا علينا ويجب أن نخجل من هذه الرسالة في المجتمع السعودي فمريض الكلى يجب ألا ينتظر رحمة المتبرعين يجب أن يكون في الميزانية لعلاجه من مرض الكلى لكن (فكرة الإدارة) أن تتحول المستشفيات الحكومية إلى تأمين يكفي نعم اؤيد ذلك، ولكن ليس شركات التأمين الحالية (عبارة عن شركات خاصة) نقل خدمة اليها وبالتالي لا يوجد حكم بيننا وبينها وأنا أطالب ب "التأمين الصحي" مثل "التأمين البريطاني" أو "التأمين الكندي" كل الناس متساويون تقدره الدولة وكل إنسان يحصل على الحد المعقول من العلاج حتى وفاته وهو نظام مقبول. ماذا نقول عن الصالونات الأدبية في جدة؟ - الصالونات الأدبية من الناحية الأدبية لها تأثير كبير جداً - لكن - من الناحية الإدارية عديمة التأثير وليس لهم قرار وأرجو من هذه المنتديات أن تناقش الهموم العامة للناس حتى يكون لها تأثير ايجابي وسط الناس. تم ضبط عدد من الحاصلين على الدكتوراه "المزورة" لماذا يحرص البعض على لقب ال "د" حتى لو كان بطرق ملتوية؟ وهذا موجود في القطاع الحكومي والأهلي؟ - حجم حركة ال (د) زادت بعد الحكومة التي شكلها الملك خالد يرحمه الله حينما اختار حكومة من التكنوقراط من الحاصلين على درجة الدكتوراه - واختار مجموعة كبيرة من حملة الدكتوراه وهذا التغيير في ذلك الوقت شعر به الناس ولكن الحقيقة أنا استعجب ممن يشتري بمبالغ كبيرة فهو يستطيع أن يختصر ذلك كثيراً بأن يذهب إلى أقرب مطبعة ويطلب كروتا ويضع قبل اسمه حرف ال "د" وهذا يكلفه 250 ريالا ويوزعها على الناس ولا شك أن هذا في الحقيقة (مركب نقص) وأي انسان ينسب لنفسه أي شيء لم يحصل عليه (هو عبارة عن مركب نقص). متى تحترم الكاتب الصحفي وتقرأ له؟ - أي كاتب يكتب ما هو مقتنع به سواء وافق رأيي أو عارضه فأنا مقتنع به واحترمه على أن يكتب ما يقتنع به هو شخصياً به، لكن من يكتب اليوم "بلون" وغداً بعد ما يأتي إليه عتب "يكتب بلون آخر" فأنا في الواقع أضع علامة استفهام عليه.