حالة من القلق تسيطر على 15 ألف شاب سعودي يعملون في محلات بيع الذهب والمجوهرات وذلك عقب رغبة تجار القطاع في التحايل على قرار سعودة قطاع الذهب بنسبة 100% من خلال استقدام أجانب تحت مسميات خبراء، ورفع عدد من تجار الذهب خطابا إلى وزير العمل الدكتور غازي القصيبي يطالبون فيه السماح باستقدام خبراء للذهب والمجوهرات لمدة عامين، بحجة أن القطاع في حاجة إلى تطوير أدائه ورفع كفاءة العاملين فيه. وأعرب الشباب السعوديون عن رفضهم لهذا التوجه بفتح الاستقدام في هذا القطاع؛ لأنه سيؤثر سلبا عليهم حيث سيتم تسريحهم واستبدالهم بالأجانب، وأكد الشباب أن بعض أصحاب المحلات يحاولون التخلص منهم لأن رواتب الشباب السعوديين الذين يعملون في هذه المحلات تتراوح ما بين 5-10 آلاف ريال شهريا ويعملون من 8-9 ساعات يوميا، مشيرين إلى أنها محاولة لإقصائهم من مواقعهم لينضموا إلى قائمة العاطلين السعوديين. وهناك مجموعة من الشباب آخرون يرون أن قرار سعودة محلات الذهب بالكامل يحتاج إلى متابعة من قبل مفتشي وزارة العمل وأمارات المناطق فمن خلال الجولة الميدانية السريعة على محلات الذهب في أسواق شمال وشرق مدينة الرياض تكتشف أن محلات الذهب تكدست بالعمالة الأجنبية المتسترة بالزى السعودي. الجزيرة التقت في جولتها الميدانية عدداً من أصحاب المحلات الذين أكدوا أن العمالة الأجنبية تتواجد بشكل كبير بالمحلات وتعمل بالنسبة والبعض الآخر يكون شريكاً في المحل نفسه وبرر عدد منهم أن سبب استخدام العمالة الأجنبية في محلات بيع الذهب والمجوهرات يعود لاحترافية هذه العمالة والتي لا تتوفر لدي كثير من المواطنين الذين قد يتركون العمل في أي لحظة بعد القيام بتدريبهم بينما العمالة الأجنبية تشربت هذه المهنة منذ سنين مضت. وأضافوا أن بعض أصحاب محلات بيع الذهب والمجوهرات التزموا بسعودة كامل الموظفين بالمحلات غير أن الكثيرين لا يزالون يعتمدون على العمالة الأجنبية في إدارة محلاتها والقيام بمهام البيع والشراء. وحول نسبة المحلات المسعودة بالكامل توقع بعض أصحاب المحلات أنهم لا يتجاوزوا 20 ? 25% من أصل المحلات المنتشرة في المملكة، وقد أقرت لجنة المعادن الثمينة بغرفة الرياض واللجنة الوطنية للمعادن بمجلس الغرف السعودي في عدد من الاجتماعات أن قرار سعودة وظائف الذهب والمجوهرات هو خيار استراتيجي وقد عمل على ذلك كل تجار الذهب والمجوهرات بالمملكة كل بجهده ومجهوده. وتوجت هذه الجهود المعاهد التي أسسها التجار وعلى رأسها المعهد السعودي لعلوم المجوهرات، ومعهد الرميزان، ومعهد الخليج بالتعاون مع لجنة المعادن الثمينة بغرفة جدة. وقد ساعدت هذه المعاهد الشباب السعودي على اكتساب مهارات وخبرات العمل كبائع للذهب والمجوهرات وكمديرين لمعارض الذهب والمجوهرات وكمندوبي مشتريات في قطاع الذهب والمجوهرات، كما أقرت لجنة المعادن الثمينة مبدأ العمل على نقل مواهب ومهارات رجال البيع بخبرات عالمية، وذلك بحصولهم على شهادات من معاهد متخصصة كما هو معمول به مع أقرانهم زملاء المهنة بالعالم، بإقرار تكليف مركز التدريب بالغرفة التجارية بالتخاطب مع هذه المعاهد العالمية وهو GIA المعهد الأمريكي لعلوم المجوهرات، وH. R. D في بلجيكا لترجمة المناهج باللغة العربية وتدريب الشباب السعودي بمقر الغرفة أو بمقر إحدى الكليات التقنية لتخريجه كخبير للمجوهرات بدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية. وقد قام مركز التدريب بالغرفة التجارية بعمل الاتصالات اللازمة لهذه المعاهد، وذلك لتدريب هذه الكوادر حيث يقدر عدد العاملين بمعارض الذهب والمجوهرات 15000 - 20000 شاب سعودي، باستثناء العمالة الحرفية في المصانع والورش ويقدر عدد معارض الذهب قرابة ستة آلاف معرض ذهب بالمملكة.