العالم بأجمعه كان يعرف أن الوضع وصل إلى مرحلة مأساوية مريرة، ولم يكن يحتاج إلى هذه النهاية الدامية والختام الكارثي الذي تعيشه حلب وتحياه دمشق، فقبل أن يوجه نظام الأسد قذائفه وصواريخه وراجماته وشبيحته إلى أحياء حلب وضواحيها، وقبل أن يلوح بهذا نحو دمشق كان هذا النظام كتب بالدم القاني وأرواح الشهداء وأجساد الضحايا الفصل الأخير من كارثة سورية السوداء. فالإجرام الذي يمارسه النظام الأسدي لا قبل له في تجارب الثورات العربية ولم يمارس إلا بنسب مشابهة في الأنموذج الليبي، إلا أن الشعب الليبي الثائر، وقفت معه القوى العربية والدولية، وسوند، وأعد مجلسا وطنيا موحدا واستطاع عزل بنغازي مبكرا، وساعد التفكك في الجيش الليبي وسعة رقعة ليبيا في الإفلات من الجنون القذافي، ولكن الإجرام الأسدي لم يتعرض لكل هذه الظروف التي كان بإمكانها أن تخفف من الضغط على الشعب الثائر، ولذلك فإن ثورة السوريين في هذه الظروف تعتبر ثورة عظيمة، ولكنها غير مستغربة من شعب حر وجيش حر، ولكن هذا لا يبرئ المجتمع الدولي من مسؤوليته ووجوب إنقاذ الشعب السوري وخاصة حلب ودمشق من كارثة الإبادة التي يهدده بها جيش الأسد.