تصوير: محمد الأهدل تحولت حدائق حي الروابي شرق جدة الى "كمين" يصطاد الأطفال وأصبحت "المراجيح" الموجودة خطرا محدقا يتربص ببراءتهم وسط أكوام من الزجاج المكسر وأمام أعمدة كهربائية مكشوفة قد تصعقهم وتغتال طفولتهم ناهيك عن رمي المخلفات داخل الحدائق. (البلاد) رصدت هذا الخطر الكامن وناقشته مع عدد من سكان الحي في التحقيق التالي: يقول أحمد عطية الزهراني "60" عاما بجوار أبنائه: للأسف وجدت الحدائق كمتنفس لاهالي الحي وليس للتخريب من قبل بعض ضعفاء النفوس كسروا المراجيح وحولوا الأرضية الى قطع من الزجاج "الحاد" الذي يؤذي المارة، خاصة الاطفال يلعبون وقد يتعرضون لاصابات خطرة. كما طالب الزهراني بلدية الحي بمتابعة الحدائق وتنظيفها وعمل لوحات ارشادية تهدف الى المساهمة في المحافظة على المكان من قبل الزوار وعدم رمي بقايا المخلفات داخل الحديقة ويرى الزهراني ان ما يحدث ليس له داع اطلاقاً. خرابات وهذا عمل سيئ من بعض نماذج البشر يعكس سلوكيات من يعبث بالحدائق ويحولها الى مكان يهرب منه زواره. كما وصف الأستاذ علي الغامدي احد سكان الحي: وضعت الحدائق لراحة أهالي الحي والجلوس في مكان مريح للأعصاب لكن للأسف تحولت الحدائق الى ملاعب كرة وبقايا أطعمة ولم تسلم حتى مراجيح الأطفال من التكسير وبيَّن الغامدي أن أهالي الحي لا يعملون مثل هذا الخراب ربما أشخاص من خارج الحي. وتمنى من بلدية الجامعة الفرعية اغلاق الحدائق في الفترة الصباحية وتفتتح في العصر وتغلق بعد منتصف الليل في أيام العطل من أجل المحافظة على الحدائق التي كلفت الكثير وعملت من أجل راحة المواطنين سكان كل حي. أخطاء وأخطار ويرى بسام القرني أن الأطفال الصغار هم ضحية أخطاء الغير قد يصابون من كثرة الزجاج المنتشر في أرجاء الحديقة وكذلك الأسلاك المكشوفة وبقايا اخشاب ومسامير وكل هذه الأشياء يجهلها الاطفال ويلعبون في أماكن غير آمنة وهم بلاشك عرضة للمخاطر خاصة اللعب على المراجيح وهي غير جيدة ربما تسقط في أي لحظة والطفل يلهو عالياً ويتعرض لأشد أنواع الإصابات. كما استغرب القرني عدم متابعة البلدية لهذه الحدائق المكسرة وهي لا تبعد عنهم إلا شارع. بينما طالب الأطفال بصوت واحد وهم أمام عدسة (البلاد) نحتاج من يعيد لنا ملاعبنا كما كانت آمنة ونظيفة حتى نلعب بعيداً عن أخطار الكهرباء وبقايا الزجاج المكسر والنفايات التي ترمي داخل الحديقة. وأكدوا على أنهم حاليا يمارسون اللعب تارة داخل أكوام النفايات والزجاج أو يذهبون على الاسفلت وهم لا يدركون خطورة عبور السيارات. وبيَّن أحمد الغامدي أن براءة الأطفال تقودهم إلى المخاطر لا يهمهم شيء سوى اللعب إذاً لابد من الجهات ذات العلاقة سرعة معالجة الوضع المتردي في هذه الحدائق أو اغلاقها حتى لا تكون كمينا يصطاد الأطفال ويلحق بهم إصابات لا تحمد عقباها. بحيرة للضنك! فيما قال أيمن العلاوي أحد سكان الحي: أمارس كل مساء رياضة "المشي" وللأسف هذه "البحيرة" الآسنة لها فترة طويلة لم تجفف وهي مصدر مخيف لتكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك وهي بجوار الحديقة يلسع بعوضها في الليل مرتادي الحديقة ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث منها ولعل أسلاك الكهرباء المكشوفة هي أخطر شيء يواجه الزوار وخاصة الأطفال الذين لا يعرفون مدى خطورة لمس أسلاك الكهرباء.