أكد رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، أن الشعب السوري، يتعرض لحرب إبادة، من جانب النظام الأسدي، مبيناً أن النظام مازال لا يعترف بالثورة الشعبية، وأضاف ريحاوي خلال حواره لبرنامج "ما وراء الخبر" المذاع على فضائية الجزيرة أن هناك جرائم حرب، وانتهاكات لحقوق الإنسان، تحدث في سوريا، على أيدي طرفي النزاع، وإن كانت تلك التي تنفذ على أيدي بعض المعارضين، وعناصر الجيش الحر، محدودة، وفردية، ولا ترتقي إلى حجم وفظاعة تلك السياسة الممنهجة التي يقوم بها النظام وقواته في كل المناطق السورية، والتي تعكس سياسة واحدة في التعامل مع الشعب السوري وإخضاعه عن طريق القمع والإجرام. كما رأى أيضاً أن ما يحدث في سوريا، ليس حرباً أهلية، بل إنه احتجاج، ورفض شعبي واسع، قادته جماعات الشباب، على سياسات ونهج النظام، وعلى الأزمات السياسية، والاجتماعية العميقة، وعلى التمييز، والتهميش، والبطالة المقيمة، والإمعان في الإقصاء، والإيغال في مرتع الأزمات، منتقداً موقف قوى النظام، وأجهزته، التي لم تقدم حلاً، سوى القتل، والعزل، والتمييز، والتهميش، ومع ذلك بقي الحراك الإحتجاجي السلمي إلى حدود غير مألوفة في الحركات الشعبية الثورية التي عرفها عصرنا الراهن . وبين الرحاوي أن الجهات الدولية، بدأت تتخوف بشكل جدّي من تحول الحرب ضد النظام إلى حرب طائفية، في الوقت الذي بدأت تتهيأ فيه لتدخل دولي؛ لأن هذا النظام لا يمكن أن يسقط إلا عبر هذا التدخل، وأشار إلى أن النظام بدأ يترنح الآن، تحت وقع ضربات الثوار، وبالتالي فهو يستعمل كل الوسائل الإعلامية والميدانية لتأجيج الموضوع الطائفي، لكن سيبقى هذا المطلب بعيد المنال. وطالب الرحاوي الشعب السوري بألا يتوقف عن امتلاك مختلف سبل المقاومة المدنية، والتصميم على تحقيق أهدافه ومطالبه، من خلال توحيد غالبية قطاعات المجتمع، والتأكيد على أهمية إعادة مؤسسة تجميع الوطنية السورية، حول مبادئ الحرية والكرامة وتاريخية العيش المشترك، بوصفها صمام الأمان، الذي أفشل كل مساعي إشعال فتيل الاقتتال الأهلي، المذهبي أو الطائفي.