يستكثر الرأي العام الذي لا يزال غائبًا - بشكل عملي - عما يدور من مآسٍ في سوريا، طلب الحماية الدولية لاتخاذ إجراءات حاسمة في حماية الشعب السوري، وإيقاف آلة القتل الممنهجة، وأعمال العنف الدموي الذي يمارسه النظام الحاكم في حق كل من يطالب برحيله، مع أن الأحداث الدامية التي تجري على الأرض في سوريا تتحرك بسرعة، وأعداد الضحايا تتزايد بشكل مخيف. مؤتمر تونس مؤتمر إغاثي وإنساني للشعب السوري. وهو - بلا شك - لا يغني عن ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة، بما فيها إسقاط النظام الحاكم طوعًا أو كرهًا، بعد أن زكم سياسته الاستبدادية الأنوف جراء رائحة الدم التي ظلت ترافقه كظله. - وبالتالي - فإن انسحاب الوفد السعودي من مؤتمر أصدقاء سوريا لعدم فاعليته لم يخرج عن القاعدة، باعتباره مضيعة للوقت على حساب دماء الشعب السوري. وهو موقف مشرف يستلزم التحرك الفوري لحماية الشعب السوري، - لاسيما - بعد الفيتو المزدوج - الروسي والصيني - الذي أفشل استصدار قرار أممي من مجلس الأمن الدولي، وتخلي المنظومة الدولية عنه؛ ولأن الذكرى السنوية الأولى لانفجار الانتفاضة السورية قد اقتربت فليس من العدل التنصل من حق الشعب السوري في استعادة حريته، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية السعودي - الأمير - سعود الفيصل - خلال المؤتمر - من أن: «المملكة العربية السعودية تحمّل الأطراف الدولية، التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، - خصوصاً - إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري». يتخوف البعض من أن القادم سيكون أصعب - خاصة - وأن موقف المجتمع الدولي - حتى هذه اللحظة - لم يواكب طموحات الشعب السوري، ولا تضحياته الجسام، ولم يفرز الحل السياسي المقترح - سوى - مواقف متضاربة، زكّت استمرار لغة القتل في سوريا، حين اعتمدت الخيار الأمني في التعاطي مع الانتفاضة الشعبية، إلا أن العمل على استنباط الحلول، وتغيير الواقع المخيف، يستدعيان التدخل الدولي العاجل؛ لحماية المدنيين، والسماح للمنظمات الإنسانية الدولية بالتدخل الإنساني، وتقديم العون للمحتاجين، والجرحى والأرامل. إن سياسة الأرض المحروقة، والمجازر البشرية الشاملة بينت بالأرقام انتهاك هذا النظام للاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بل اتخذ النظام تغيير إستراتيجيته في تغليب الواقع لصالحه، بعد تزايد انشقاقات الجيش الحر، فشرع إلى استخدام الطيران الحربي، وقصف المدن، وهو ما يتطلب قطع يد الإرهاب السلطوي، وتقديم أعمدة الإجرام السوري إلى المحكمة الدولية لجرائم الحرب؛ لتكون كلمة العدل هي الفيصل.