حين كنت صغيرة من المؤكد أنك أثقلت كاهل أمك بكثرة الأسئلة التي كنت تطرحينها عليها لمعرفة كل ما يدور حولك، أما الآن فقد حان دورك لتقفي أنتِ مكانها وتجيبين على الأسئلة التي من الممكن أن تحاصرك هي بها. تشكو العديد من المراهقات من كثرة الأسئلة التي تطرحها الأمهات على بناتها لمعرفة كيف كان يومها مثلاً أو التعرف على صديقاتها في المدرسة، الأمر الذي يمكن أن تشعر معه الفتاة أنها ليست محل ثقة وأن والدتها تريد أن تراقب كل أفعالها، بخلاف أنها تعتبر ذلك تدخلاً في أمورها الشخصية، مما يؤدي إلى بعض الخلافات التي يمكن أن تنشب بين الأم وابنتها بسبب ضيقها من كثرة الأسئلة. ولكن هل سألت نفسك لماذا تقوم والدتك بذلك؟ الإجابة على هذا السؤال تكمن في خوف الأم الدائم على ابنتها في تلك المرحلة من العمر، وسواء اعترفت الابنة بذلك أم لم تعترف فسيظل القلق رفيقاً للأم رغبة منها في حماية ابنتها من أي مخاطر قد تتعرض لها، خاصة إذا كانت الفتاة من النوع الكتوم المنغلق على نفسه، الأمر الذي يزيد معه قلق الأم وتبدأ في إطلاق أسئلة لا تنتهي حتى تطمئن. لذلك يجب عليكِ أن تدركي أن ما تفعله والدتك ليس إلا رد فعل لأسلوب الانطواء الذي تمارسينه، إلا أنك إذا غيرت من أسلوب تعاملك معها فسيتغير شكل الحياة بينكما، لذلك عليك بمعرفة بعض الأشياء التي قد تكون غائبة عنك: - قومي بمصادقتها وصارحيها بكل جديد في حياتك لأنها أكثر من يقدم النصيحة لك، فإذا قمت بذلك لن تشعري بالضيق إذا قامت بسؤالك وستجيبين عليها بتلقائية؛ لأن الشعور بأنك في موقف المتهم سيتلاشى، ولتأكدك أنها لا تريد سوى الاطمئنان عليك ولأنه لن تكون لديك نية حينها في إخفاء أي شيء عنها. - حاولي التفكير في كل ما قدمته لك واسألي نفسك عن الأمور التي تجعل علاقتكما متوترة دائما ومعقدة. - تعلمي كيفية التمييز بين الأمور لتحديد إيجابياتها وسلبياتها، وميزي بين أمك «الهادئة» وأمك «الغاضبة»؛ لأن الأم تجمع بين الاثنتين. - تقبلي مشاعرها تجاهك ولا تحمّليها ذنب ما قد يحدث معك، وتأكدي أنه لك كل الحق في التعبير عن مشاعرك، ولكن إدراك المشاعر التي تحملها لك سيريحك كثيرا. - حاولي فهمها بشكل أفضل فقد عاشت أمك تجربتها الخاصة مع أمها، وهي على الأرجح تكرر معك ما عاشته في طفولتها، وإذا كانت لا تحبك بالطريقة التي تريدينها، هذا لا يعني أنها لا تحبك مطلقاً، ولكنها لها طريقتها أيضا في إظهار حبها لك. - وإذا كان هناك احتمال بأنها تحاصرك بأسئلتها لعدم ثقتها الكافية فيكِ فإن عليكِ مراجعة تصرفاتك، لأنه ربما قد صدر منك تصرف دفعها إلى عدم الثقة بك واضطرارها إلى التدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياتك، حتى تضمن عدم ارتكاب ذات الخطأ مرة أخرى الذي قد يضرك مستقبلا.