تصوير - خالد الرشيد توفي فجرامس في حوالي الساعة الرابعة الملحن السعودي المعروف سامي إحسان عن عمر يناهزواحد وسبعون عاما وصلى عليه عصر ا في مسجد الفيصلية بجدة يذكر واكد للبلاد ابنه البكر احسان ان وفاة والده كانت طبيعية جدا ولم يعاني من أي مرض انما أصيب قبل فترة بجلطة خفيفه في يده اليسرى وانتقل في الحال إلى أحد المستشفيات القريبة من المنزل وكنا متفقين لقضاء بعض الامورفي الساعة الثامنة صباحا ولكن قدر الله كان اسرع لقد فقدت اعز انسان في حياتي والحمدلله علي كل حال هذا قدم سامي احسان عدد من الفنانين في بدايتهم إلى الساحة الفنية مثل عبد المجيد عبد الله وعباس إبراهيم. وكان سامي مكتشف المواهب السعودية والعربية قدم العديد من الأسماء الفنية التي صار لها فيما بعد صولات جولات في الساحة الفنية العربية لعل من أهمها رجاء بالمليح، سمية قيصر، ماجدة عبدالوهاب، وغيرهم الكثير. أما محليا فلقد قدم سامي العديد من الأصوات لأول مرة ربما كان آخرهم عباس إبراهيم وأبرزهم: علي عبدالكريم، محمد عمر، عبدالمجيد عبدالله، عبدالله رشاد، وليد عطية، وغيرهم الكثير من الفنانين ولد إحسان بمدينة جدة 1/7/1362ه، وحصل على الشهادة المتوسطة، وبرزت ميوله الموسيقية التي صقلها بدراسته في المعهد العربي للتمثيل والموسيقى في دمشق أثناء عمله في السفارة السعودية. بدأ إحسان حياته العملية في بريد جدة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في وزارة الخارجية في جدة، ومنها إلى دمشق للعمل في السفارة السعودية، حيث عمل مسؤولا عن قسم الرعايا في القنصلية السعودية في دمشق. ثم نقل إلى وزارة الإعلام بناء على طلبه وعمل في البداية كمهندس صوت وتلقى الدروس الموسيقية على يد الموسيقي السوري الكبير مهران. وفي أواسط السبعينيات الميلادية رشح لرئاسة القسم الموسيقي في فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة، وبقي في هذا المنصب سنوات طويلة حتى عام 1410ه ليتفرغ للقسم الموسيقي في الإذاعة والتلفزيون ولأعماله الخاصة، كذلك كان عضوا مؤسسا في جمعية الثقافة والفنون السعودية. قدم سامي إحسان العديد من الأسماء الفنية التي صار لها فيما بعد جولات في الساحة الفنية العربية لعل من أهمهم رجاء بلمليح، وسمية القيصر، وماجدة عبدالوهاب، وغيرهم الكثير. أما محلياً فلقد قدم سامي العديد من الأصوات لأول مرة، ربما كان آخرها عباس إبراهيم، وأبرزهم: علي عبدالكريم، ومحمد عمر، وعبدالمجيد عبدالله، وعبدالله رشاد، ووليد عطية، وغيرهم. أما عن مشواره الوظيفي، فقد شغل في الإذاعة وظيفة مهندس صوت، كما ساهم في تأسيس فرقة الإذاعة والتلفزيون عند سعودتها، وكان أحد أبرز عازفي آلة الكمان فيها إلى أن أصبح قائدا للفرقة فرئيسا للقسم الموسيقي في الإذاعة والتلفزيون، وسبق لسامي إحسان أن أسس قسماً موسيقياً في فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة ثم استقال منه بعد أن قدم أسماء جيدة للساحة الفنية إلى أن تقاعد عام 1417 ه. وتقدر أعمال سامي إحسان الموسيقية بحوالي 800 عمل فني اليوم، وكان أول أجر لسامي إحسان كعازف كمان قد تلقاه في مناسبة زواج مع المطرب فؤاد ابار في "باب مكة" بجدة، وكان أجره فيها 15 ريالاً. وهو أول ملحن سعودي قدم أغنية سعودية باللغة الإنكليزية وكانت في كندا في معرض إكسبو 86 بصوت عبدالله رشاد، وأول ملحن سعودي يضع موسيقى لنشرة الأخبار لإذاعة سعودية "البرنامج الثاني"، وأول ملحن سعودي يهتم بأغنية الطفل ويصدر ألبوما كاملاً عن أهازيج الأطفال التراثية بشكل وصياغة جديدة، وشارك بتمثيل السعودية في جميع المهرجانات والأسابيع داخل وخارج المملكة قبل تقاعده. هذا.. وقد سبق أن قال عنه الراحل محمد صادق دياب: "كل الحناجر الغنائية مرت من هنا.. وحده يمكن أن يقولها ولا يبالي، فمن في قافلة الحداة لم يتغن بألحانه؟! وكل الحناجر عبرت على جسرها.. طلال مداح، ومحمد عبده، وعبدالمجيد عبدالله، وعبادي الجوهر، وأنغام، وسمية القيصر، وعلى عبدالكريم، وغادة رجب...". ويضيف دياب: "في شخصية سامي إحسان نزعة مغامرة مبكرة، فلن أنسى حينما كنا أطفالا وقمنا باستئجار دراجة نارية بكل ما حصلنا عليه من نقود "العيدية"، ولم يكن أي منا لديه خبرة لقيادة مثل هذه الدراجة، فطلبنا من المؤجر أن يرينا كيفية تشغيلها دون أن نسأله عن كيفية إيقافها، ورحنا نمخر الدروب بسرعة جنونية، محدثين أكبر قدر من الذعر بين المارة، ولم تنتهِ رحلة المغامرة هذه إلا باحتراق الدراجة النارية، مخلفة حرقا لم تزل آثاره في ساقي رغم مرور عشرات الأعوام". ويقول دياب: "هو دؤوب كنحلة في اكتشاف المواهب، وسجله من هذه الاكتشافات يضم أسماء كبيرة ولن أنسى ما قالته لي الفنانة المغربية رجاء بلمليح، وهي تصف سامي إحسان بأنه آلة تنقيب جبارة عن الكنوز، لكثرة ما اكتشف من نجوم.. والحق أنه كذلك، فجل البدايات الفنية ترتبط بسامي إحسان ونعى عدد من الفنانين والملحنين والشعراء رحيل الملحن المخضرم سامي احسان ووصفوا رحيله بالخسارة الكبيرة للوسط الفني السعودي والخليجي والعربي، مؤكدين أن رحيل ابا احسان كان بمثابة الصدمة وأشاروا إلى أن سامي عرف بدماثة خلقه وأسلوبه اللطيف في التعامل مع الجميع، مشددين على أنه قدم إبداعات غنائية لاتنسى في ذاكرة المستمع العربي. وعدوا ابا احسان مدرسة موسيقية متفردة قدمت الأغاني الوطنية والعاطفية، وكان متنوعا حيث قدم اللحن الكلاسيكي واللحن الشبابي الحديث. وطالبوا بتوثيق كل ألحانه لتكون مرجعية لكل دارسي الموسيقى والمهتمين بها.«البلاد» تواصلت مع عدد من الفنانين الذين تعاونوا مع الراحل، بداية وصف فنان العرب الفنان محمد عبده رحيل سامي بالخسارة الكبيرة، مؤكدا أنه كان حريصا على التواصل مع الراحل والاطمئنان عليه دوما. واعتبر محمد عبده سامي احسان واحدا من أهم من خدموا الأغنية السعودية مستذكرا رحلة طويلة من التعاونات الفنية مع الراحل سواء على المستوى العاطفي أو الوطني وختم فنان العرب حديثه داعيا للفقيد بالرحمة والغفران، ومطالبا في الوقت نفسه بتكريم الراحل على ما قدمه من أغان وطنية وعاطفية ستظل محفورة في ذاكرة المستمع العربي. كما ذكر الفنان عبدالمجيد عبدالله أبا احسان من أقرب الملحنين إلى قلبه وتربطه علاقة قوية على الصعيد الشخصي وقال:»أولا نسأل الله أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان كان صاحب قلب كبير يحتوي الكل، فهو محبوب من الكثيرين من الوسط الفني وأنا شخصيا تربطني به صداقة قوية بخلاف تعاوني معه من خلال عدد من الأغاني والتي كان لها أصداء رائعة وأضاف عبدالمجيد:«الوسط الفني فقد شخصية مؤثرة في الأغنية وبالتأكيد فإن غيابه سيشكل تأثيرا على الأغنية نسأل الله له الرحمة والمغفرة». كما أبدى الفنان عبادي الجوهر حزنه العميق على رحيل الفنان سامي احسان ، معتبرا أن رحيله خسارة كبيرة للفن ليس في السعودية فحسب بل في الوطن العربي كله . ولفت الجوهر إلى أن الأغاني التي قدمها من ألحان الراحل تعتبر من أفضل ماغناه والتي اعتبرها من أفضل ماقدمت في مسيرتي الفنية، وقدم الجوهر تعازيه الحارة لأسرة الفقيد سائلا الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح الجنان. أما الفنان رابح صقر فبدأ حديثه بتنهيدة طويلة أتبعها بقوله :«لاحول ولاقوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون» وهذه هي سنة الحياة وكلنا سائرون على هذا الطريق رحمة الله عليه فهو كان شخصا أجبر الجميع على احترامه وأنا اعتبره فقيد الوسط الفني. فيما أشار الفنان عباس ابراهيم أن الملحن سامي احسان من أهم أسباب بروزه وقال:«لا أستطيع إلا أن أقول رحمة الله عليه وألهم أهله الصبر والسلوان فهو شخص لن أنسى وقفته معي على الصعيد الشخصي أو الفني والذي كان له أثر مهم في مسيرتي الفنية».