شيّع فنانون وإعلاميون عصر أمس (السبت) جثمان الموسيقار السعودي سامي إحسان، الذي توفي فجر أمس عن عمر يناهز 75 عاماً، إثر نوبة قلبية مفاجئة دهمته أثناء نومه في منزله بمدينة جدة، بعد مسيرة فنية حافلة قدم خلالها نحو 800 عمل تعاون من خلالها مع عدد من الفنانين العرب. وولد سامي إحسان في مدينة جدة عام 1943، وكانت بدايته العملية في بريد جدة، ثم عمل في وزارة الخارجية ليشغل منصب مسؤول عن قسم الرعايا في القنصلية في دمشق، ونقل في ما بعد بناءً على طلبه إلى وزارة الإعلام وعمل مهندس صوت، ثم رشح لرئاسة القسم الموسيقي في فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة حتى عام 1990، ليتفرغ بعدها للقسم الموسيقي في الإذاعة والتلفزيون ولأعماله الخاصة، وله من الأبناء 12، وتحتفظ مكتبته الفنية ب800 عمل فني. وإحسان طوال مسيرته الفنية أسهم في إبراز عدد من فناني المملكة، مثل عبدالمجيد عبدالله وعلي عبدالكريم ومحمد عمر وعبدالله رشاد وعباس إبراهيم، وكذلك لتعاونه الفني مع طلال مداح، الذي لحن له عدداً من الأغاني منها «مرّت»، ومحمد عبده في عدد من الأغنيات مثل «أنت محبوبي»، و«مع التقدير»، و«مالي ومال الناس»، إضافة إلى تلحينه أول أغنية سعودية مقدمة باللغة الإنكليزية وغناها عبدالله رشاد، وهو أول ملحن سعودي يضع موسيقى لنشرة الأخبار في إذاعة السعودية، وأول ملحن سعودي يصدر ألبوماً كاملاً عن أهازيج الأطفال. وقالت زوجة الراحل سارة أحمد ل«الحياة»: «كنا مدعوين إلى مناسبة، ولم نرغب في الذهاب، لكن الفقيد أصرّ على ذهابنا، وعند عودتنا منها حاولنا إيقاظه من النوم فتفاجأنا بوفاته، وبعد ذلك نقلناه للمستشفى القريب من المنزل»، مشيرةً إلى أن سامي كان يحرص على شراء مستلزمات منزله بنفسه، «كانت آخر زيارة له من زملائه قبل أسبوعين». وأكد الإعلامي علي فقندش ل«الحياة»، أن الراحل يجمعهم في منزله على وليمة سحور مع الفنان محمد عبده في رمضان من كل عام، «تجمعني علاقة قوية بالفقيد، فهو رجل متواضع ولا يتأخر عن أداء الواجب». وأضاف: «علاقة الفقيد بمحمد عبده مختلفة جداً عن علاقته ببقية الفنانين، كون سامي إحسان بدأ التلحين مع محمد عبده، إذ إن الصلة التي تجمعهم اجتماعية من الطراز الأول». وقال الرئيس الموقت لاتحاد كرة القدم أحمد عيد ل«الحياة»: «الموت حق، ولله الحمد نحن مؤمنون بما يكتبه الله وكتابه اليوم أن يوارى الثرى، في هذا المكان شخص جمعتني به صداقات جميلة تربينا في حي واحد». وأضاف: «البارحة كانت آخر رسالة تلقيتها منه، وكان في فحواها دعاء وصلاة على النبي، ولم أكن أعلم أنها الرسالة الأخيرة». وحضر مراسم دفن الموسيقار سامي إحسان الملحن طلال باغر، والشاعر سعود سالم، والفنانون حسن إسكندراني وعابد البلادي وعدد من الإعلاميين، بينما غاب الفنانون عبدالمجيد عبدالله وعباس إبراهيم ومحمد عمر وعلي عبدالكريم، الذين كان للفقيد الفضل الكبير عليهم في ظهورهم على الساحة الفنية.