كان أول أيام عيد الفطر المبارك هو يوم الاحد سألت المولى عز وجل أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا وأن يُعيد علينا شهر رمضان أعواماً عديدة ونحن ننعم بالصحة والعافية. مشهد.... . إن نظرنا للكم الهائل من المصاعب التي واجَهت ربّ الأسرة من غلاء بعض المعيشة، ومن ضغوطات الحياة المختلفة قد يُخيّل إلينا بأن فرحة العيد كادت تغيب طويلاً حتى نظنها لن تعود مطلقاً. مما دفع البعض منا لتكرار تلك العبارة التي أمقتها كثيراً (العيد كان زمان).... وليس للعيد اليوم أي فرحة..؛ وبل وصنعوا من يوم العيد صباحٌ مرٌّ وشمسٌ بالية وذكريات لا تعود أبداً خلف أبوابٍ موصدة..؛ ولمثل تلك الأصوات أكتب سؤالاً طالما جال في خاطري هل فعلاً أُفّرِغ العيد من محتواه وهل كان لنا يدٌ بذلك الإفراغ....!؟ الواقع يقول بأن...العيد هو العيد ذاته وطعم العيد له ذات المذاق لمن أراد أن يتذوق العيد بطعمه الحقيقي...وأما المتشائمون فإنهم لو ُرزقوا في يوم العيد سحابةً ممطرة..ورغداً في العيش..والتقوا مع الأحباب والأصدقاء لقالوا بذات الصيغة التشاؤمية «ليس للعيد طعم»!..إذا أين المشكلة...؟! لعلّ المشكلة تكمن في دواخلنا فأجدادنا كانوا يمرون بذات الضيقة في المعاش التي يمر بها بعضنا اليوم بل وكانوا أشد منا أرقاً ومع ذلك أفرغوا «الأنانية» من ألسنتهم قبل عقولهم وكانوا يتناسون كل المآسي من أجل أن نشعر نحن الصغار بفرحة العيد... ونحن اليوم نسلب الأطفال فرحتهم بالعيد ولا نحثهم على إعلان الفرحة واظهار البهجة أبداً بل ونقتل أفراحهم بإغلاقنا للأبواب في وجوههم صبيحة العيد... وبعد ذلك نُردد «العيد كان زمان»...!!؟ من استطاع منا أن يبذل المال قليله وكثيره فليبذله من أجل الصغار صبيحة العيد... ومن لا يستطع أن يبذله فلا يبخل بالعبارات اللطيفة التي لا تنفثها إلا روح العيد ك(عاد عيدكم) حين المغادرة إن كنت زائراً... و (عاش حبيبنا وحبيبكم) إن كنت صاحب الدار... إنها كلمات بسيطة تمنح العيد شيئاً يسيراً يليق باسمه. ومن استطاع منا إن يُزّين مدخل منزلة فليفعل، والمهم ليبذل كُلٌ منا ما بوسعه فلا بُد وأن يستطيع أحدنا أن يفعل شيئاً يوحي بأن العيد مازال يولّد الفرح ويُكاثر البهجة في قلوبنا وقلوب كل من نحبهم. خاتمة.... يا ليلة العيد أنستينا وجددت الأمل فينا يا ليلة العيد ....... هلالك هل لعينينا فرحنا له وغنينا وقلنا السعد حا يجينا على قدومك يا ليلة العيد ...... وكل عامٍ وأنتم بالخير كله.... ومن العايدين بعد الزحمة. عتيق الجهني [email protected]