يعاني البعض من هبوط مفاجئ في ضغط الدم مع الإحساس بصداع شديد وتنميل في الجسم، بالإضافة إلى ضيق في التنفس يزيد عند الاستيقاظ من النوم أو الوقوف بعد فترة طويلة من الجلوس أو أثناء المذاكرة. وقد أجرى باحثون أمريكيون دراسة تبين من خلالها أن الهبوط المفاجئ في ضغط الدم إثر الانتقال المفاجئ للإنسان من وضع الاستلقاء إلى الوقوف فجأة يزيد من خطورة الإصابة بفشل القلب، وهي حالة سببها عجز القلب عن ضخ الدم بقوة كافية. ويعتمد معظم الناس للتخلص من هذا الهبوط على إضافة الملح للطعام أو تناول الأشياء الأكثر المالحة مثل الجبن إلا أنهم يكتشفون أن الأعراض مازالت موجودة، ولعل من أحد الأسباب الرئيسية للهبوط المفاجئ في ضغط الدم هو الاستلقاء أو الجلوس لفترة طويلة الأمر الذي يؤدي إلى تجمع الدم في الأجزاء الأقرب إلى سطح الأرض بسبب الجاذبية الأرضية. وعند القيام المفاجئ يتأخر الدم في الوصول للقلب ليضخه إلى أجزاء الجسم المختلفة ومنها الدماغ فيهبط ضغط الدم في حالة فشل الجسم في استخدام آلياته الفسيولوجية كوجود رد فعل انعكاسي عصبي سريع يؤدي إلى زيادة خفقان القلب وزيادة قوة انقباضه لزيادة كمية الدم التي يضخها في الانقباضة الواحدة وكذلك إفراز الهرمونات اللازمة لانقباض الأوعية الدموية وزيادة قدرتها على دفع الدم. ويعدّ توسع الأوعية أو نقص حجم الدم أو كليهما وعدم عودتهما بسرعة إلى وضعهما العادي يؤدي إلى هبوط ضغط الدم الانتصابي (عند الوقوف) الذي قد يعود إلى عدة أسباب أهمها تناول أدوية القلب والأوعية الدموية خاصة في حالة كبار السن ومنها مدرات البول القوية وبجرعات عالية نسبيا وما تسببه من ضياع لسوائل الجسم مما يقلل من حجم الدم وبالتالي يهبط ضغط الدم، إضافة إلى تناول الأدوية التي لها تأثير على الجهاز العصبي، وبالتالي فقد تؤثر على المجسات العصبية الموجودة في الشرايين فتقلل من كفاءتها ورد فعلها مثل المنومات وتناول الكحول، كما يؤدي وجود نزيف دموي أو فقدان السوائل أو القيء الشديد أو التعرق الشديد إلى هبوط ضغط الدم المفاجئ لأن كل ذلك يعمل على إنقاص حجم الدم، وتؤدي أمراض مثل داء السكري أو تصلُّب الشرايين أيضا إلى هبوط ضغط الدم. وللوقاية من الهبوط المفاجئ لضغط الدم ينبغي اتباع بعض التعليمات، من بينها: - يجب القيام ببطء من وضع الاستلقاء أو الجلوس كأن يجلس المصاب بالهبوط بعد الاستيقاظ من النوم على السرير كمرحلة أولى ثم الوقوف ببطء حتى يتجنب السقوط أو الإغماء. - كما يجب التقليل من الأدوية التي تتسبب في هبوط الضغط الانتصابي أو تقليل جرعاتها. - ولا يجب الوقوف دون حركة مدة طويلة، بالإضافة إلى تناول كميات كبيرة من السوائل خاصة لكبار السن. - يمكن زيادة الملح نسبيا في الطعام عندما لا يتعارض ذلك مع أمراض قلبية مع ضرورة استشارة الطبيب.