عند ضخ القلب الدم في الشرايين يضغط الدم على جدر الأوعية الدموية. ويكون هذا الضغط مرتفعاً بصورة غير طبيعية عند المصابين بارتفاع ضغط الدم. يتوقف كون ضغط الدم مرتفعاً أو منخفضاً أو طبيعياً على عدة عوامل هي الكمية الخارجه من القلب Cardiac output ومقاومة سريان الدم في الأوعية Arterial Resistance وحجم الدم وتوزيعه على الأعضاء المختلفة. كل هذه العوامل بدورها يمكن أن تتأثر بنشاط الجهاز العصبي وهورمونات معينة، فإذا ارتفع الضغط كان على القلب العمل بصورة أشد لضخ كمية كافية من الدم الى كل أنسجة الجسم، وكثيراً ما تؤدي الحالة في النهاية الى فشل كلوي وهبوط في القلب وسكته مخية أو دماغية. إضافة الى هذا كثيراً ما يرتبط ارتفاع ضغط الدم بأمراض الشرايين التاجية وتصلب الشرايين واضطرابات الكليتين والبدانة وداء السكري وفرط إفرازات الغدة الدرقية وأورام الغدة الكظرية. يعاني حوالي50 مليون أمريكي من ضغط الدم المرتفع، وطبقاً لهيئة الصحة العامة الأمريكية فإنه يصيب أكثر من نصف الأمريكيين الذين تعدوا سن الخامسة والستين، كما أن نسبة الأمريكيين الأفارقة المصابين بإرتفاع ضغط الدم هي أعلى من مثيلتها بالنسبة للبيض بمقدار حوالي الثلث واحتمال اصابة الأمريكيين الأفارقة بين الرابعة والعشرين والرابعة والأربعين بالفشل الكلوي نتيجة ارتفاع ضغط الدم هي ثماني عشرة مرة أحتمال إصابة البيض بهذا. ويميل الرجال اكثر من النساء للإصابة بارتفاع ضغط الدم، لكن مخاطر الإصابة تزداد بالنسبة للنساء بعد إنقطاع الطمث وتقترب بسرعة من نسبة الرجال، كما تزداد مخاطر إصابة المرأة بالضغط إذا كانت تتناول حبوب منع الحمل أو إذا حملت وحيث أن ارتفاع ضغط الدم لايسبب عادة أي أعراض حتى تدب المضاعفات فهو يعرف بالقاتل الصامت وقد تتضمن الإشارات التحذيرية المصاحبة للزيادة الكبيرة لضغط الدم الى مايلي: الصداع، والعرق وسرعة النبض وقصر النفس والدوار واضطرابات النظر. ينقسم ارتفاع ضغط الدم عادة إلى فئتين تسميان ارتفاع ضغط الدم الابتدائي Primary hypertension وهو ما يحدث في غياب مرض آخر مسبب له، فالسبب مجهول عادة، لكن يمكن التعرف على عدة مخاطر أكيدة تتضمن هذه التدخين والضغوط والبدانة والإفراط في استخدام المنبهات مثل القهوة أو الشاي وإساءة استخدام العقاقير والإكثار من تناول الملح واستخدام حبوب منع الحمل الفمية. ولأن الاحتفاظ بقدر كبير من المياه قد يسبب ضغطاً على الأوعية الدموية فإن خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم قد تزداد بالنسبة لمن يتناولون الكثير من الملح في طعامهم. كما أن ارتفاع ضغط الدم شيء معتاد في البدناء. وقد يرتفع ضغط الدم نتيجة للضغوط العصبية أيضاً لأنها تؤدي الى انقباض الشرايين كما أن من لديهم تاريخ عائلي بالمرض أكثر عرضه للأصابه به. أما ارتفاع ضغط الثانوي Seconolary hypertension فهو يحدث نتيجة لوجود مشكلة صحية أخرى مثل اضطراب الهورمونات أو الضيق الوراثي لشريان الإورطي. وقد يصاب الشخص بهذا النوع لأن الأوعية الدموية منقبضة بصورة مزمنة ولأنها فقدت مرونتها نتيجة لتراكم الدهون أو اللويحات الدهنية على جدرانها الداخلية وهو مايعرف بالتصلب العصري Atherosclerosis . ويعتبر التصلب الشرياني والتصلب العصبي من السوابق المعتادة لارتفاع ضغط الدم، فضيق وتصلب الشرايين يصعب من سريان الدم داخل الأوعية. نتيجة لهذا يرتفع ضغط الدم. قد ينتج ايضاً ارتفاع ضغط الدم الثانوي عن سوء عمل الكليتين مما يؤدي الى احتفاظ الجسم بالصوديوم والسوائل مما يزيد من حجم الدم داخل الأوعية.