ليست هناك خصوصية ليوم دون يوم، فالشمس تشرق في كل يوم كما تشرق في بقية الأيام، وتغرب في هذا اليوم كما تغرب في بقية الأيام، فما الذي يعطي للزمن خصوصيته، بحيث يصبح مقدّساً ويتحوّل إلى عنوان يفرض الاهتمام والاحترام؟ إنه الحدث الذي يقع في الزمن، فيعطيه معناه في وجدان الإنسان، بمعنى أن نحتضن الزمن أو أن نحترمه ونقدسه من خلال احترامنا للحدث، سلبياً إذا كان في دائرة السلب، أو إيجابياً إذا كان الحدث في دائرة الإيجاب! ومن هنا فإن قيمة هذا العيد تأتي امتدادا لقيمة شهر الصوم من حيث إنزال القرآن فيه، ولذلك لا بدّ أن يتحوّل الزمن إلى زمن هدى ينفتح فيه الناس على هدى القرآن، قراءةً وفكراً وحركة لأن الزمن هو عمرنا الذي يجب أن نفكر من خلاله في مسؤوليتنا الإنسانية، التي تنطلق من العدل والحرية والكرامة. في هذا اليوم تنطلق الأحلام وهي ترصد تقويم الزمن الماضي وتراقب ساعاته، الجميع تغمرهم ساعات البهجة والفرح بعد توديع شهر الصوم الكبير وفي ذات الحال هناك من يشعر بالأسى ذلك الذي يحس بقيمة الزمن الذي فلت من تقويم العمر.. لتسقط ورقة جديدة من شجرة الحياة. نتبادل التحايا، وفي الحلق شجى، وفي العين دمعتان، لنقل هما للفرح والأسى، تخفقُ القلوب خلفَ سماعات الهاتف ورسائل العيد تبارك وتهنئ وتفتحُ نوافذَ الزمن الماضي على ذكرى جميلة لا تلبث أن تسقط دمعة على من فقدناه. صفحة "قضية سعودية"