أقيم مساء الثلاثاء الماضي بالنادي الأدبي الثقافي بجدة محاضرة للدكتور عدنان بن عبدالبديع اليافي محاضرة بعنوان "رمضان في ذاكرة الجداويين" في أمسية أشبه ما تكون كفيلم أعاد لكبار السن ذاكرتهم للوراء واطلع الشباب فيها على مسيرة الأجداد بعد أن افتتح معرض الصور الفوتوغرافية، هذه الأمسية رفض الدكتور اليافي تسميتها بالمحاضرة وإنما هي سباحة في سوانح الذكريات وما تجود بها ذاكرته من رؤى ومشاهدات بعض المظاهر الرمضانية لمدينة عروس البحر الأحمر وكان عضو مجلس إدارة النادي والمتحدث الرسمي له الدكتور عبدالإله جدع هو من أدار تلك الأمسية. تحدث الدكتور اليافي عن بدء نزول القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك استعرض رحلته لغار حراء، وكذلك تحدث عن مقبرة أم البشر "حواء" وبين أنه من الصعوبة إثبات أو نفي أن تكون أمنا حواء دفنت هناك، وبين اليافي أن هناك اكتشافات أثرية لقوم ثمود إحداها لرجل اسمه ساكت الذي كان يدعو الله سبحانه وتعالى بأن يشفي زوجته. وقام الدكتور عدنان بالتحدث عن ( المُسَحَّرْ ) بضم الميم وفتح السين وفتح الهاء المشددة، وسكون الراء، وهو اسم فاعل السحور، وكان هذا المسحر يدور على البيوت في ليالي رمضان، ليوقظ النائمين لتناول طعام السحور وبيده طبلة يضرب عليها وينادي سكان البيوت بأسمائهم فينادي على الذكور بأسمائهم قائلاً : الشيخ حسن صبحك الله بالرضى والنعيم، وحسين أفندي صبحك الله بالرضى والنعيم، وهكذا لا يترك اسماً من الأسماء بما في ذلك الأطفال الذين يسيرون ويطربون لسماع أسمائهم. وبين اليافي بعض المأكولات الرمضانية في الماضي فقد كانت أبرزها " الفول، السمبوسك، القطايف، التمور، المهلبية، الألماسية، قمر الدين، وسمك السيجان الذي يعتبر هذا السمك السحور الرئيسي لأهل جدة.وتحدث عن العيد في جدة فقد كانت هذه المدينة تقسم آنذاك إلى أربعة أقسام لتنظيم عملية استقبال المهنئين بالعيد فكان أهل حارة الشام يستقبلون ضيوفهم في يوم من أيام العيد، ثم في يوم آخر يستقبل أهل حارة البحر ضيوفهم وهكذا دواليك تقسم جُدة إلى أربعة أقسام بعدد أيام العيد، وكانت العادة أنه في حال عدم وجود سيد البيت لاستقبال الضيوف (لأنه ذهب ليعايد البعض) فإنه يترك صحن حلوى شوكلاته وورقه فيكتب الزائر اسمه ويأخذ حبه حلوى ويغادر بعد أن يعطر نفسه من زجاجه العطر الموجودة على الطاولة. هذه الأمسية شهدت مداخلات عدة كان أبرزهم الشيخ أحمد فتيحي والشيخ أحمد باديب وكذلك الدكتور عدنان الشريف إضافة للدكتور أحمد العرفج.