يلتقي في حوالي 200 جامع ومسجد في منطقة الباحة مئات الصائمين خلال شهر رمضان المبارك الحالي حول موائد الافطار، وتتواصل يوميا البرامج السنوية المعروفة باسم (مشروع افطار صائم) وذلك منذ اليوم الاول من ايام شهرنا الفضيل، وعادة ما تزدهر في رمضان موائد الإفطار في جوامع ومساجد المنطقة, لتشكل واحدة من الصور الرمضانية التقليدية التي لم تغب منذ قديم الزمن، ففي القديم كان التمر والقهوة غالبا هما عنوان المائدة، أما حديثا فقد دخلت المأكولات الحديثة كالسنبوسك والحلويات والشوربة والكبسة والعصائر ونحو ذلك. جامع أبي هريرة وفي السياق ذاته قام عدد من الموسرين والأهالي بالمساهمة في الاعداد لتنظيم موائد إفطار رمضانية في المساجد والجوامع في معظم أرجاء المنطقة، وخلال جولة لنا إلى جامع أبي هريرة في الجزء الجنوبي من بلدة الأطاولة، أكد القائمون على الجامع ان مائدة إفطار حظيت باصطفاف اكثر من 50 صائما على جنباتها يوميا، معظمهم من الإخوة الوافدين. وأعرب رجل الاعمال الشيخ (ناجم العيش) عن سعادته برؤية الصائمين وهم يلتفون حول مائدة الافطار الجماعي في مسجد ابي هريرة في صورة جميلة من صور التكافل الاجتماعي التي امرنا بها الدين الحنيف. أجواء رمضانية فرائحية وقال الوافد الأخ إسماعيل الأفغاني أن الإفطار الرمضاني بجامع أبي هريرة صار عادة حميدة سنوية، موضحا مشاركته لهم وجبة الإفطار قائلا: لمست الأجواء الفرائحية الرمضانية بالشهر الفضيل، وبالحميمية والأخوة التي غرسها هذا الدين العظيم في نفوس المسلمين من كل بلاد العالم الإسلامي، والتي تتجلى في كل مكان في الارض السعودية الخيرة المباركة. غابت القهوة وحضرت الكبسة وقال: طبعا لا يوجد مشروب القهوة العربية، باعتبارها ليست مادة مفضلة كثيرا عند الوافدين، من اللافت غياب القهوة، لكن تحل بدلا من ذلك الكبسة كعنصر رئيس في مائدة الإفطار الرمضانية، إلى جانب العصائر والماء والتمر، حيث أن قطاعا كبيرا من الوافدين يفضّل تناول الأرز مع الدجاج بُعد رفع أذان المغرب مباشرة. فرحة الشهر الفضيل الجدير بالذكر أن صورة رمضان بالأمس في منطقة الباحة كانت انه وبعد أن يثبت دخول رمضان فان أهالي قرى وهجر منطقة الباحة يستقبلونه بالتهليل والتكبير والاستبشار والفرح، وتقام الشعائر الدينية في البيوت والمساجد والجوامع، فيتلى القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ويتسابق الناس إلى العبادات والأعمال الخيرية، التي يرجون بها رضا الله ومغفرته ورحمته وثوابه، من ذلك الصدقات عن الأموات، ومازال بعض هذه المظاهر حاضرا من خلال تهيئة الجوامع وتبخيرها وتطييبها. رمضان زمان وأيام زمان في شهر رمضان المبارك - وقبيل الغروب - كان يتوجه كثير من الأهالي إلى المساجد صغيرهم والكبير وغنيهم والفقير، فالميسورين يحملون إلى المسجد القهوة والتمر وقطعا من الخبز البلدي، ليكون ذلك إفطارا رمضانيا جماعيا تحفه الألفة والمحبة، وما أن يؤذن لصلاة المغرب حتى تلف تلك الجماعات الصغيرة على مائدة الإفطار في سعادة بالغة وفي شكر لله تعالى على نعمته، اما الان فقد انحسرت هذه المظاهر ولم يعد منها الا القليل فيما عدا بالطبع موائد الافطار الرمضانية الخيرية التي يلتف حولها الإخوة الوافدون.