سجلت جوامع ومساجد المملكة لوحة بهية في التكافل الاجتماعي، خلال أيام شهر رمضان المبارك، فقد بدأ تسابق المواطنين المؤسر منهم وغير المؤسر الى دعم (مشروع إفطار صائم) والذي صار بفضل الله علامة مميزة للشارع السعودي بكل مستوياته المادية. وخلال جولة ل (البلاد) على عدة مساجد وجوامع قبيل ارتفاع أذان صلاة المغرب، رأينا مشاهد جميلة تحمل حساً إيمانياً إنسانياً عالياً، فلم يقتصر دعم مشروع إفطار صائم على المقتدرين مالياً، بل وصل ذلك إلى آخرين هم من أواسط وأقل أحياناً من ذوي الدخل العادي، عندما رأيت أناساً يحملون مواد غذائية بسيطة، كانوا يدفعون بها إلى موائد إفطار صائم. وبالطبع كان لسان حال أولئك هو الرغبة في الخير، حتى بأقل القليل مما تجود به أنفسهم، انطلاقاً مما يمكن أن نقول إنه ثقافة التكافل الاجتماعي التي تجذرت في أعماق أهل هذا الوطن الخيِّر المبارك. وخلال جولتنا في محيط جامع أبي هريرة في بلدة الأطاولة بمنطقة الباحة، ثم تناولي إفطار رمضان مع جمع من الإخوة الوافدين في الجامع، لمست من على قرب القيمة العالية التي سجلتها جوامعنا ومساجدنا في كافة أنحاء المملكة، من حيث التدافع لعمل الخير، وتقديم الإفطار الرمضاني للمحتاجين، ثم بتلك البهجة التي ارتسمت على وجوه أولئك الصائمين، وهم يرون – عملياً – كيف هي حفاوتنا كمواطنين بإخواننا المحتاجين من العمالة الوافدة. لقد كانت في واقع الأمر رسالة جميلة منا نحن المواطنين إلى إخواننا المحتاجين من العمالة الوافدة، أشعرتهم بأننا معهم وخاصة في هذا الشهر الفضيل، فكانت المحصلة " صورة رمضانية مؤثرة " تعانقت فيها مشاعر الحب والتكافل والأخوة الإيمانية كما أرادها هذا الدين العظيم.