تقع جازان في الركن الجنوبي الغربي من المملكة على امتداد الساحل الشرقي للبحر الأحمر، ومركزها الإداري مدينة جازان . وقد شملتها أعمال المسح والتنقيب الأثري فكشفت عن العشرات من المواقع الأثرية المختلفة تعود لفترات موغلة في القدم تمتد من العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث، وتتدرج تاريخياً حتى بدايات هذا القرن، كما تنتشر فيها مواقع الرسوم والنقوش الصخرية ومواقع التعدين القديم، إضافة إلى العديد من آثار الفترة العثمانية مثل المساجد والقصور والحصون والقلاع. موقع سهي وهو من المواقع الأثرية المهمة في جنوب غرب المملكة ويقع على بعد 28 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة صامطة، وقد تم توثيقه وتسجيله من قبل بعثات المسح الأثري بوكالة الآثار والمتاحف وأجريت فيه تنقيبات أثرية عام 1404ه/1984م أظهرت نتائج الحفريات أن الموقع عبارة عن قرية صغيرة كان سكانها يعتمدون على الصيد البحري، وأن الموقع لم يشهد استيطانا متصلاً وربما يرجع ذلك إلى طبيعة مجتمعات الصيد المؤقتة، وعثر في الموقع على مطاحن حجرية بأعداد وفيرة وعلى العديد من السلطانيات والفناجين الصغيرة والجرار وتم تحديد فترة استيطان الموقع من 2400-1300ق.م كما ظهر أن الموقع كان يشكّل صلة بين الساحل الشرقي لأفريقيا وغرب شبه الجزيرة العربية . موقع عثر يقع (عثر) على لسان من اليابسة يمتد داخل البحر الأحمر يسمى رأس طرفة . أظهرت عمليات المسح والحفريات التي جرت فيه عامي 1400ه و1404ه أنه يعود لفترة حضارة جنوب الجزيرة العربية والعصر الإسلامي المبكر وصولاً إلى القرن السابع للهجرة، ووجدت فيه بقايا بنايات مختلفة وأرضيات من الجص وبقايا أعمدة مجصصة مستطيلة الشكل، إضافة إلى عدد من المعثورات مثل الخزف ذي البريق المعدني والصيني والأواني الزجاجية والمباخر. وبلغت عثر أوج ازدهارها كمدينة وميناء في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين. وقد تحدث المؤرخون المسلمون مثل الهمداني والمقدسي عن عظمة هذه المدينة، إضافة إلى أنها اشتهرت في العصر الإسلامي بضرب العملة فيها وأشاد المؤرخون بالدينار العثري ومكانته. قلعة الدوسرية تقع وسط مدينة جازان فوق جبل يطل على البحر الأحمر في أعلى قمة جبل جازان، وعلى ارتفاع يقدر بنحو مئة وخمسين مترا فوق سطح البحر، وتأخذ القلعة شكل المربع ومساحتها الإجمالية تقدر بنحو تسعمائة متر مربع، وهي مدعمة بأربعة أبراج ضخمة. حراج المضريبة وهو حراج مرتبط بتاريخ المدينة، والمضريبة عبارة عن ساحة كبيرة بحي الجبل في وسط مدينة جازان. وهو حراج متكامل لبيع جميع المستلزمات المنزلية والأثاث المستعمل وغيرها، وقيل إن سبب تسمية الحراج بالمضريبة يرجع إلى أن موقع الحراج يوجد به كميات كبيرة من الملح فكان الناس يقومون بضرب الأرض لاستخراج الملح فسمي الحراج بهذا الاسم نسبة إلى ضرب الملح وتكسيره، وهو حراج مشهور على مستوى منطقة جازان وقديماً كان يباع فيه الملح، حيث إن الحراج يقع فوق كميات كبيرة من الملح ويباع فيه الحبوب والأعلاف وجميع الأشياء في ذلك الوقت.