أثارت الحملة الاجتماعية التي أطلقتها طالبة كلية الطب "نوف العمودي" للمطالبة بتعدد الزوجات - إذا توفرت في الزوج شروط القدرة والعدل - الكثير من الجدل حول مدى رضا السيدات عن تلك الحملة، ويكمن السبب في إطلاقها لتلك الحملة وضع الزواج المتأزم بالنسبة لبنات حواء، وهو الأمر الذي دعاها إلى التفكير في حال الأخريات، بالإضافة إلى ما تعانيه المملكة من ارتفاع نسبة العنوسة، حيث أرجعت دراسة سعودية أسبابها إلى زيادة ظاهرة المغالاة في المهور ومتطلبات الزواج، والزواج العشوائي من الخارج، والإصرار على استكمال الفتاة لتعليمها والعمل بالإضافة إلى رفضها الارتباط بمن هو أقل منها ثقافة. وترى العمودي أن هناك تعصبا من قبل العديد من الزوجات تجاه الموافقة بأن تشاركها امرأة أخرى في زوجها، معتبرة ذلك أنانية منها وعدم تفكير في مشاعر ومصالح الآخرين رغم إيمانها بأنه أمر طبيعي لوجود فطرة الغيرة لدى النساء. فغالبية النساء تحصر الزوج لملكيتها المطلقة وكأن الله لم يخلقه إلا لها فقط، معلنة بذلك تحريم ما أحله الله له، بل تجد منهن من تظهر عليها علامات الغضب والسخط وتتمنى موت زوجها بدلاً من أن تشاركها امرأة أخرى فيه، والبعض الآخر تجد الانفصال حلاً أمثل بدلاً أن تأتي ضرة عليها، وهناك من الرجال من يرضى بحكم زوجته المتسلطة ويسلم زمام الأمور إليها فتكون هي الآمر الناهي، والبعض الآخر من يلجأ إلى الطرق الملتوية كالزواج سراً أو تكوين العلاقات المحرمة شرعا، وفي الجانب الآخر نجد بعض العوائل تفضل العنوسة لبناتها بدلاً من زواجها من رجل متزوج خشية من ألسنة المجتمع التي تكاد تفترسها. وحول ردود الأفعال التي صاحبت انطلاق الفكرة؛ أبدت إحدى السيدات تعجبها من دعوة امرأة لمثل هذه الحملة مؤكدة أنها لا تتعدى كونها باحثة عن الشهرة والإثارة متحدية صاحبة الفكرة عن طريق دعوتها لها للزواج بزوجها، إلا أن الغريب أن ذلك التحدي قد أدى إلى إنهاء الحياة الزوجية لتلك السيدة التي اعترفت بأن غضبها وغيرتها التي لا تشعر بها سوى المرأة المتزوجة جعلها تتسرع في الرد على "العمودي"؛ الأمر الذي أدى إلى خسارتها لزوجها. أما على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" والذي أطلقت "العمودي" من خلاله حملتها، فقد احتدم النقاش وتباينت وجهات النظر تباينا ملحوظا، فقد رأى البعض أن تعدد الزوجات ليس مهيناً لكرامة الزوجة الأولى كما تظن بعض السيدات، وأن غيرة النساء نحو التعدد طبيعية، أما غير الطبيعي أن تتعدى إلى إنكار التشريع أو تسفيه من يفعله أو مطالبة الزوج بطلاقها أو زوجته الجديدة. وترى تلك الفئة المؤيدة أن تعدد الزوجات مذكور في القرآن وأهم شيء هو العدل، ما عدا ذلك لا يشكل أي مشكلة للمرأة مادام حلالا. وعلى الجانب الآخر وقف المعارضون للفكرة مشيرين إلى أن تعدد الزوجات ليس فضيلة ولم يخلق الله لآدم إلا زوجة واحدة، وأن من يستشهد بزيجات الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لا يعرف أحد أسبابها، كما أشاروا إلى أن تعدد الزوجات له شروط وضوابط فلا يجب أن يبني المرء بيتا جديدا ويهدم آخر، وأن هذا الذي يبحث عن سبب لزواجه بأخرى إذا كرّس وقتا لتعديل حياته مع زوجته كان أفضل وأتقى، بينما أكد البعض أنهم ليسوا ضد ما أحله الله، ولكن الأفضل للشاب أن يتزوج بواحدة ويحترم مشاعرها بدلاً من إسعاد فتاة أخرى، واقترحت إحدى السيدات على نواف العمودي بأن تحول مسار حملتها إلى حل للمشاكل التي تسببت في العنوسة، وترى أن المال من أكبر العوائق التي تبعد الشاب عن الزواج، لذلك اقترحت بأن يساعد المقتدر الشاب الفقير حتى يتمكن من الزواج بدلاً من أن يتزوج هو من فتاة أخرى، مشيرة إلى أنه بذلك يعف شابا وفتاة بلا مشاكل.