تمتاز محافظة ينبع إحدى محافظات منطقة المدينةالمنورة بموقع جغرافي جذاب أهّلها بأن تكون الوجه السياحية الخامسة بالمملكة ، حيث تمتد على الشريط الساحلي للبحر الأحمر الذي شكل لها شواطئ رملية بيضاء تحاذي مياه البحر الزرقاء المتدرجة ما بين الفاتح ، والتركوازي ، والفيروزي ، ليكشف لمحبي السباحة والغوص عالم خلق الله العجيب من الكائنات البحرية التي اختص بها البحر الأحمر عن غيره من البحار ، بالإضافة إلى الشعاب المرجانية النادرة ، والطحالب البحريّة التي غيرت اسم البحر من "القلزم" إلى "البحر الأحمر"، نتيجة لونها الأحمر المنعكسة عليه أشعة الشمس عند الغروب .وشهدت المحافظة على ضفاف خليج رضوى "الشرم" لقاءً تاريخياً جمع جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - والملك فاروق ملك مصر وذلك عام 1364ه ، في حين عُدّ "الشرم" معلماً سياحياً بارزاً اعتاد على ارتياده الكثير من السيّاح ، حيث يتمتع الموقع بالمناخ المعتدل ، والشواطئ البحرية الرائعة ، والمشاريع السياحية المتكاملة ، التي برز منها منتزه "رضوى" المزوّد بكل أدوات الترفيه العائلي ، والأماكن المخصّصة للسباحة والغوص.واستطاعت محافظة ينبع من خلال مدنها الثلاث ( ينبع البحر ، وينبع النخل ، وينبع الصناعية ) ، أن تقدم للزائر مقومات مختلفة للسياحة البيئية والتاريخية والاقتصادية ، فمن ينبع البحرية الجميلة التي ينشدها المتنزهين ، ومحبي رياضة الغوص والرياضات المائية المختلفة ، وينبع التراث والوديان الطبيعية التي يتوسطها واحات من النخل الباسقات ذات الطلع النضيد ، إلى ينبع المستقبل والاستثمار وتوأمة الجبيل ، حيث يقف عندها خطي أنابيب البترول والغاز الممتدان من مناطق الإنتاج بالمنطقة الشرقية إلى غربها.وأحرزت المؤشرات السياحية في محافظة ينّبع خلال السنوات الماضية تقدماً هائلاً من خلال العديد من المشروعات والمرافق والمنشآت السياحية والترفيهية والتجارية ومراكز الخدمات المساندة الملبية لمتطلبات واحتياجات التدفق المتزايد للسياح والزوار للمحافظة ، التي سجلت ارتفاعاً ملموساً وواضحاً في الاستثمار بمختلف صوره من قبل القطاع الخاص ورجال الأعمال والمهتمين بصناعة السياحة. وتتمتع محافظة ينبع بمقومات سياحية مميزة في المجال التاريخي حيث تحتضن أماكن تراثية تتمثل في المنطقة التاريخية بينبع البحر التي يقبل عليها الزوار للتجول بها ، بينما يرتاد سوق الليل الشعبي والأثري بينبع القديمة الكثير من الزوار والمصطافين ، علاوة على أنه بات من الأماكن التي يفضلها الأهالي والزوار.كما تتميز ينبع البحر أيضا بعدد من المقومات ، كالمطار الإقليمي الذي سهل الوصول إليها حيث تنتظم من المطار وإليه العديد من الرحلات الدولية وبخطوط نقل مباشرة لعدد من الدول، والميناء التجاري الذي يشهد حركة ملاحية دؤوبة لنقل البضائع والمعتمرين ، وربط محافظة ينبع بعدد من الطرق السريعة بين جدةوالمدينة والقصيم والشمال . وتمثل ينبع النخل المنطقة الزراعية التي اشتهرت بذلك قبل أن تجف عيونها وتنضب مياهها وبها قلعة مشهورة ، ويمكن للزائر مشاهدة منابع المياه القديمة وطريقة الري الطبيعي ومكونات البيئة الزراعية ، ويشرف على ينبع النخل (جبل رضوى) الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 3 آلاف متر عن سطح البحر ، ودار حوله العديد من القصص والروايات والأساطير.وتشهد حدائق ينبع الصناعية الشاطئية والواجهات البحرية لها هذه الأيام إقبالاً كبيراً من الزوار والمتنزهين من داخل ينبع وخارجها ، وتعد الحدائق الشاطئية والعامة والواجهة البحرية من أجمل المناطق السياحية بالمدينة ، فعلاوة على موقعها الممتد على شاطئ البحر تعج المنطقة ذاتها بالمنتزهات المتتالية ، ويربطها بجزيرة المحار جسر لعبور السيارات ، وتضم مواقع مظللة تطل على المناظر المحيطة بها ، ومرسى مؤقت لخدمات قوارب الصيد والنزهة ، ومنطقة مخصصة لممارسة مختلف النشاطات والرياضات البحرية والمائية.