تقوم المملكة بدور بارز ومشهود من أجل رعاية الحجاج والمعتمرين، ومن المتوقع زيادة أعداد المعتمرين خلال رمضان القادم ما بين 120 ألف إلى 150 ألف معتمر. ويأخذ المختصون في مجال الصحة خطوات بارعة وفعالة من أجل صحة الحجاج، ومن المعروف تميز المملكة في طب الحشود والجهود التي تضطلع بها لقيادة التقدم في هذا العلم، والدليل على ذلك ما حققته من جهود على مدى تاريخها الطويل في التعامل مع التجمعات والحشود سنوياً في مجال الحج والعمرة. كما تقوم وزارة الصحة بعقد دورات متخصصة في كل عام للمشاركين في موسم الحج من ممارسين صحيين وغيرهم في مختلف المجالات لإكسابهم المزيد من المهارات في مجالات مختلفة، مع إدخال تقنيات حديثة ومتطورة في مجالات العناية المركزة، وأمراض وجراحة القلب والجهاز الهضمي والطب الوقائي وغيرها من التخصصات، كما استقطبت الوزارة كوادر متخصصة في التخصصات النادرة مثل العناية المركزة وأمراض القلب والطب الباطني من داخل المملكة وخارجها. وفي ضوء ذلك أعلن المسئولون خطة متكاملة لتوفير الرعاية الصحية الشاملة للزوار والمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك الذي تشهد فيه مكةالمكرمة كثافة كبيرة في أعداد المعتمرين القادمين لأداء مناسك العمرة من داخل المملكة وخارجها وقضاء بعض أيام شهر رمضان المبارك بجوار بيت الله الحرام. فقد أكملت مديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة استعداداتها لتقديم الرعاية الصحية للمعتمرين من خلال جميع القطاعات الصحية بمكة من مستشفيات ومراكز صحية، حيث تم الاعتماد في تقديم الخدمات الصحية والعلاجية والوقائية على تطبيق أعلى معايير الجودة في جميع الخدمات، حيث حقق كل من مستشفى حراء العام ومستشفى أجياد الطوارئ بالعاصمة المقدسة إنجازاً طبياً تمثل في الحصول على شهادة اعتماد الجودة من اللجنة المشتركة الدولية بالولايات المتحدةالأمريكية لاعتماد المنشآت الصحية "JCI" التي تعتبر الرائد العالمي لاعتماد جودة المنشآت الصحية (CBAHI) من خلال إخضاع هذه المستشفيات لأكثر من 881 معياراً دولياً شملت (22) حقلاً شكلت كافة الأنظمة والخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين، كما تم الانتهاء من تقييم مركز صحي الإسكان حيث أبدت لجنة التقييم عن رضاها على المركز وما يقدمه من خدمات صحية وعلاجية. وكان من ضمن الاستعدادات أيضاً أنه سيتم خلال شهر رمضان المبارك تشغيل المراكز الصحية بالمسجد الحرام والبالغ عددها خمسة مراكز تعمل على مدار الساعة لتقديم الرعاية الصحية الإسعافية للحالات الطارئة التي تحدث لبعض قاصدي بيت الله الحرام داخل المسجد أو ساحاته، بالإضافة إلى تقديم الإسعافات الأولية لهذه الحالات وتقديم العلاج اللازم لها وإحالة الحالات التي تستدعي مواصلة العلاج إلى المستشفيات العامة بمكةالمكرمة لاستكمال العلاج اللازم، إضافة إلى تشغيل المراكز الإسعافية الأولية للحالات الطارئة والإصابات التي قد تحدث بسبب الازدحام أو الإجهاد وغير ذلك. وقد تم تزويد هذه المراكز بالكوادر الطبية المتخصصة وبالفنيين من ممرضين وممرضات وبالمستلزمات والأجهزة الطبية، كما يضم كل مركز قسماً للرجال وآخر للنساء يعمل على مدار الساعة، إضافة إلى المراكز الصحية الدائمة بمكةالمكرمة والبالغ عددها 29 مركزاً، كما تم أيضاً التعاقد مع أطباء وممرضين وعناية مركزة وطوارئ لدعم القوى العاملة خلال شهر رمضان المبارك لمواجهة الكثافة الكبيرة من الزوار والمعتمرين وحرصاً من الوزارة على توفير الرعاية الصحية لهم. وتم تجهيز جميع المستشفيات بمكةالمكرمة لاستقبال مراجعيها من الزوار والمعتمرين وتشغيل أقسام العناية المركزة بكامل طاقتها في مستشفى الملك عبد العزيز بالزاهر ومستشفى حراء العام بحي التنعيم، إلى جانب تشغيل مستشفى ابن سينا بكامل طاقته وذلك لتخفيف الضغط على أسرة مستشفيات مكةالمكرمة، وجميع المستشفيات تشتمل على كافة التخصصات الطبية، إضافة إلى الأقسام الفنية المساعدة من مختبرات وأشعة وصيدلة. كما تضمنت الخطة خطة للطوارئ تركز في المنافذ الجوية والبحرية والبرية وتفعيل خطط الطب الوقائي بتطبيق الاشتراطات الصحية ومناظرة القادمين من الدول الموبوءة والمحجرية.