افتقدت المجتمعات العربية في الفترات الأخيرة بعض القيم السامية ومنها ثقافة الاعتذار وتقديم الأسف للأشخاص الذين نسيء إليهم في الكثير من المواقف، الأمر الذي دفع بالعديد من النشطاء لتأسيس هاشتاق على موقع "تويتر" يعكس رغبتهم في إعادة تلك القيمة وإحيائها من جديد،وخاصة بعد الحملة التي أطلقها الدكتور سلمان العودة لإحياء ثقافة الاعتذار في المجتمع السعودي. وقد استغل الكثير من الشباب الهاشتاق الجديد الذي جاء تحت عنوان:"#آسف" للتعبير عن ما يدور بداخلهم من احترام من يبادر بتقديم الاعتذار عن أخطاء قام بها بدلاً من إنكارها، وقدم العديد منهم رسائل اعتذار لبعض من أساءوا لهم دون قصد. في البداية أكد "Ms.Aroooj" أن الاعتذار سلوك إيجابي يعكس احترام الإنسان لنفسه ولغيره، وأكد أنه يقدم من خلال الهاشتاق اعتذارا لكل من أخطأ في حقهم وخاصة والدته. وقال أعتذر لقلبها الكبير الذي جرحته مرات عدة .. لدموعها التي لم أمسحها بيدي. وقال "Dana alkassim": الاعتذار فعلاً غير من نظرتي لأمور حياتية كثيرة..لذلك لا تبخل في قول آسف خصوصاً لمن أعطاك الكثير وتكبرت.. أما محمد الهاشمي فأكد أن المجتمع أصبح يضم العديد من الأشخاص معدومي الضمير، كما يضم نماذج من نقائها تعتذر قبل أن تشك في ضيقك داعياً إلى تعميم ثقافة الاعتذار وغرسها في الأطفال منذ الصغر. أما الدكتور سلمان العودة فقال إنه مع السنوات أدرك أن الاعتذار لا يسقط الهيبة. وقال: أجمل الاعتذارات ما كان في موطن قوة؛ أن تعتذر لطفلك، لزوجك، لتلميذك، لعاملك، لشعبك، أن تعتذر لنفسك! وقال فهد المهوس: آسف لمعلمي حينما كُنت مُشاغباً في صغري، كنت أسخر منه ولكني لم أعلم بأنني كنت أسخر من نفسي لأنني لا أستحق أن أكون أحد طُلابه. ومن جانبه أعرب خالد البهلال عن أسفه لكل من أحسن به الظن وأساء له وأكد أنه لا يجد أي حرج في تقديم الاعتذار حين يخطئ مؤكداً أن الاعتذار واجب في حالات كثيرة. وقال سمير البشيري: كم أتمنى أن تكون كلمة آسف هي محيطنا الذي نعيش فيه وهي عنوان تواصلنا. وأكد "Rasheed Alhamid" أن ثقافة الاعتذار تحتاج لإعادة مفهومها لدى الشعب والمسئولين, وقال: يجب على الجميع ألا يظن أن الاعتذار تقليل من شخصك.