- نسمع كثيرا أن الاعتذار من شيم الكبار، ويقال من شيم الرجال، ولكن ما أعرفه وتعلمته أن الاعتذار أمر عظيم وليس بالهين وأن على أي إنسان أن يزن كلامه وأن يكون مدركا لما يقول ويعرف تبعات حديثه، وما تعلمته أيضا أن كثرة الاعتذار تفقد الاحترام وتقلل من قيمة الشخص ومكانته ومصداقيته. - البعض يقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، ومعنى هذا الحديث الشريف هو التوبة والإقلاع عن الخطأ وعدم العودة إليه، ولكن البعض للأسف يتمسك بهذا الحديث ولا يعلم تفاصيله ويعاني خللا في تركيبة فكره ويظن أن أي اعتذار سيمحو خطأ اقترفه سواء بقصد أو بلا قصد، وأفظع ما يمكن تصوره أنك تعلم أن شخصا تعمد الخطأ وتعلم متيقنا أنه سيعتذر لأنه تعمد واتخذ الاعتذار ذريعة يمحو به سفاهته. - وليد الفراج مقدم برنامج الجولة له تاريخ إعلامي طويل على الصعيدين المقروء والمرئي وبلغ أشده، ومن المفترض أن يكون قد وصل معه لمرحلة من الحكمة والدراية في إدارة الأمور والتعامل معها، ولكن للأسف هذه الخبرة لم تسعفه ليتجاوز سلسلة أخطاء بدأت تتزايد في الأعوام الأخيرة، خصوصا عند دخوله عالم الإعلام المرئي، وتكرر اعتذاره للنصر ثلاث مرات وأخطأ بحقه الكثير وفعل ذلك مع بعض الأندية ليختم هذه الأخطاء بعبارات الاعتذار وسامحوني، والمشكلة أنه يخطئ في ما مدته خمس دقائق ويعتذر فيما لا يقل عن دقيقة، في دليل واضح على تصغيره لقيمة الخطأ الذي أدمن فعله دون وجود وازع داخلي ولا نظام إداري يعيده إلى صوابه. - البعض يبحث عن الشهرة وأن يردد الناس اسمه سواء بقول صالح أو طالح، المهم أن يشبع غريزته الداخلية لينتصر لذاته ويصل لهذا الهدف بأقصر الطرق، وما يأتي سريعا يذهب سريعا وكثرة الاعتذار لا تأتي إلا بالمهانة. - في الختام، يقول أحد الأمثال الشهيرة في الأخلاق والاعتذار: «يا نحلة لا تقرصيني وما أبغى منك عسل».