ناقش الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) في اجتماعه السنوي بالعاصمة الصينية بكين يوم الثلاثاء الموافق 12 يونيو، أبرز التحديات والمشاكل التي تواجه قطاع الطيران وشركاته حول العالم، وجاء على رأس هذه المشاكل ارتفاع سعر النفط وأزمة الديون في أوروبا وضريبة الكربون، ومن المقرر أن يستمر الاجتماع لمدة يومين حتى 14 يونيو. وشارك في هذا الحدث الذي تنظمه شركة الطيران الصينية الرسمية "اير تشاينا"، حوالي 650 مندوباً من 242 شركة عضو في أياتا إضافة إلى ممثلين عن شركات صناعة الطائرات مثل إيرباص وبوينغ، ومجموعات صناعة المحركات مثل رولز رويس وبرات وويتني وشركات خدماتية في القطاع. وقد بدأت السوق الأوروبية في إثارة قلق شركات النقل الجوي بالرغم من نمو حركة نقل الركاب بنسبة 5,6% في أبريل على مدار عام، أي أكبر من الولاياتالمتحدة التي بلغت نسبتها (1,3%)، بالإضافة إلى أزمة الديون السيادية في أوروبا التي لم تحل بعد، وهناك مؤشرات تدل على أنها بدأت تؤثر على اقتصاديات آسيا خصوصاً على الصادرات. وستكون أوروبا والنفط عنصرين حاسمين بالنسبة للتوقعات الجديدة بشأن النتائج المالية لشركات النقل الجوي التي ستنشرها أياتا, وأشارت آخر التوقعات إلى ربح صاف متراكم للقطاع لا يتجاوز ثلاثة مليارات دولار (2,4 مليار يورو) هذه السنة، أي مع هامش من 0,5% فقط. وفي العام 2010 بلغت الأرباح الصافية المتراكمة لشركات الطيران 15,8 مليار دولار قبل أن تتراجع إلى 7,9 مليار في 2011، لكن الشركات التي تسجل حالياً أكبر نسبة نمو فهي شركات الشرق الأوسط مع ارتفاع حركة نقل الركاب بنسبة 16,1% في أبريل بالوتيرة السنوية. وسيكون الوقود الحيوي البديل عن النفط على جدول أعمال المحادثات في بكين. واستخدم الوقود الحيوي فعلاً من قبل بعض الشركات مثل لوفتهانزا وقد يسمح فيما بعد بخفض أثر الكربون الناتج عن شركات الطيران بنسبة 80%. كما ستجرى مناقشة ضريبة الكربون الأوروبية على انبعاثات شركات الطيران والتي تثير كثيراً من الجدل حتى وإن لم تشكل مجموعة عمل خاصة بها أثناء الاجتماع السنوي. وهذا القانون الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من يناير 2012 يرغم الشركات العاملة في الاتحاد الأوروبي، أياً تكن جنسيتها، لشراء ما يساوي 15% من انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون، أي 32 مليون طناً، لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن 26 شركة من الشركات الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي تعارض هذه الضريبة، حتى أن الصين منعت شركاتها من دفعها. يذكر أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) قد تأسّس في 19 أبريل 1945 لمواجهة المشاكل التي قد تنجم عن التوسع السريع لخدمات الطيران المدني في أعقاب الحرب العالمية الثانية, ولم يكن تأسيسه سابقة فريدة في عالم الطيران، إذ سبقه اتحاد مماثل في 28 أغسطس 1919، وهو "الاتحاد الدولي للحركة الجوية". وتتمثل أهدف "أياتا" في تطوير النقل الجوي الآمن، والمنتظم، والاقتصادي لصالح شعوب العالم لتحقيق الزيادة في معدلات نمو التجارة الدولية وحل مشاكل النقل وتقديم وسائل التعاون بين شركات ومؤسسات النقل الجوي العاملة، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في خدمات النقل الجوي الدولي، بالإضافة إلى التعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي وغيرها من المنظمات العالمية والإقليمية وثيقة الصلة بأمور الطيران المدني والنقل الجوي.