قضية "بنوك الطعام" واستغلال الأطعمة الفائضة من قصور الأفراح والفنادق، ملف شائك وخطير خاصة إذا عرفنا أن جمعيات البر التي تقوم بتوزيع هذه الوجبات تصل إيراداتها إلى 200 مليون ريال بالرغم من المستوى الذي تقدم به هذه الوجبات. تلك كانت القضية التي تناولها الإعلامي داود الشريان في برنامج "الثامنة" على قناة MBC1. وتركز النقاش على توضيح الفرق بين المأكولات التي تقدمها جمعيات البر للمستفيدين، وبين المأكولات التي يقدمها بنك "إطعام"، من حيث النظافة والتعبئة والترتيب والاهتمام والطريقة بالرغم من أنه تأسس برأس مال قدره مليون ومائتا ألف ريال. وانتقد الشريان الطريقة التي تقدم بها جمعيات البر الطعام للمحتاجين وكذلك نوعية الطعام؛ حيث إن جمعية البر تقدم المأكولات عن طريق "أكياس" ودون ترتيب أو أدنى مقومات النظافة والسلامة، بينما يقدم "إطعام" المأكولات عن طريق علب مخصصة ومنظمة ونظيفة. وأكد نهيان السدر، مدير العلاقات بجمعية البر في الرياض أن الجمعية بدأت عملها منذ عشر سنوات، موضحا أن دور الجمعية في جمع الفائض من الطعام يبدأ باتصال المتبرع، ثم تقوم الجمعية بإرسال مشرف متخصص إلى الموقع الذي يقوم بدوره بتحديد صلاحيته ثم يتم تجميعه في أوانٍ ونقله إلى المركز ليتم فرزه وتعبئته في أوانٍ خاصة، وقال إن الطعام الصالح يعطى للمستفيد بطريقة صحية أما غير الصالح فنقوم بتحويله إلى أعلاف. في حين قال الدكتور صالح ذياب، نائب مدير "وقف البركة" بالمدينة المنورة إنه بالرغم من أن توزيع الطعام للمحتاج ليس بالطريقة المثلى من حيث المستوى وطريقة التقديم إلا أنه أفضل من التخلص منه في النفايات. أما رئيس مجلس إدارة جمعية "إطعام" فقال إن الفكرة بدأت لدينا منذ عامين، ويرى أن الطعام يجب أن يقدم بطريقة تحفظ كرامة وآدمية الإنسان المحتاج، لذلك فقد ركزنا على كيفة إنجاز هذا العمل بشكل احترافي. وقال إن مجلس إدارة الجمعية تحالف مع بنك الطعام المصري للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال وتطبيقه بالطريقة الصحيحة في المملكة. ويقول حمد الضويلع، الأمين العام والمدير التنفيذي لجمعية "إطعام" إننا اتفقنا مع مركز الأميرة جواهر لتوظيف الإناث، ثم نقوم بتدريبهم على أعلى مستوى مع مراعاة اشتراطات أدوات السلامة كالقفازات والكمامات في المطابخ المعدة لذلك، وتعاقدنا مع شركة سعودية ألمانية لنضمن جودة الخدمة، مع الحرص على تقديم وجبة تحتوي على قيمة غذائية عالية، وقال إننا نقوم بتوزيع نحو خمسمائة وجبة يوميا، مشيرا إلى أن عدد الوجبات التي يتم إتلافها يوميا بالمنطقة الشرقية تقدر بأربعة ملايين وجبة من الفنادق والمنازل.