«وأما بنعمة ربك فحدث»، آية قرآنية، تحمل مضامين ومعاني كثيرة، استلهمتها جمعيات خيرية في المنطقة الشرقية وغيرها من مناطق المملكة، لتطبقها في صورة مشاريع خيرية، تستهدف المناسبات الخاصة والعامة، وتجمع فيها فائض الطعام، وفق شروط ومعايير معينة، ومن ثم تعيد توزيعه على الفقراء والمحتاجين.وتحقق مشاريع جمع الطعام الفائض نجاحات كبيرة، تعززها الإحصاءات، التي كان آخرها توزيع 27 ألف وجبة على الأسر الفقيرة والمحتاجة، من وراء مجهود مركز واحد يحمل مسمى «مركز دار الخير لحفظ النعمة» التابع لجمعية البر الخيرية في المحافظة، ويستعد المركز للموسم الصيفي بخطط عمل مكثفة، بيد أن هناك عقبات قد تحد من انطلاقته.. فائض الطعام يوفر آلاف الوجبات للفقراء والمحتاجين (اليوم) انتهاء الضيوف يقول عبد الرحمن بو قرصين مدير دار الخير لحفظ النعمة إن «الاستعداد لدينا خلال هذا الصيف على أكمل وجه»، مضيفاً «لدينا ما يقارب 60 متطوعا، موزعين على عدد من المجموعات، وكل مجموعة لديها مشرف خاص، يقوم بالتنسيق مع صاحب الوليمة، وإذا ما تم انتهاء الضيوف من تناول الأكل، ينتشر أفراد المجموعة بين الولائم لاختيار الوجبات التي لم تلمس، ووضعها في أطباق خاصة، ويراعى في ذلك اتباع أدوات النظافة من قبل الأفراد الذين يجمعون الوجبات، ولا يستغرق ذلك أكثر من نصف ساعة، ونقوم على الفور بتوزيعها على الاسر المستفيدة، حيث تصل لهم تلك الوجبات وهي ساخنة في بعض الأحيان». حفظ النعمة وتابع بوقرصين «نتمنى ان يكون هناك تواصل فعال بين المركز وأصحاب الولائم، ولدينا رقم خاص وموحد هو 0508092000، نأمل التواصل عبره، إذ نتلقى مكالمات خاصة بحفظ النعمة، وهذا عمل خير، يجعل المجتمع في تكاتف وترابط بين أفراده، في جو مليء بالمودة والرحمة، وهذا الأمر محمود، وتحث عليه السنة النبوية الشريفة»، مضيفاً «تم خلال ال6 الشهور الماضية، إعداد 27000وجبة، تم توزيعها على 26000 أسرة مستفيدة من أبناء المحافظة». المناطق المستهدفة ويوضح رمزي السعيد المشرف في المركز الآلية التي يقوم بها المركز في جمع الوجبات الفائضة من المناسبات، ويقول: «يحرص الأعضاء الستون على أن يكونوا موزعين في كل المناطق المستهدفة، والاتصال بأصحاب المناسبات، والتنسيق معهم، للحصول على الوجبات التي لم تمسسها يد، والجميل أن عمل الأعضاء، ينطلق بعد توزيعهم إلى مجموعات، تذهب كل مجموع إلى مناسبة ما، وتكون كل مجموعة مستعدة تماما بالموائد من صحون والملابس الخاصة»، موضحا أن «عملية جمع فائض الولائم له شروط عدة، أهمها أن يكون الطعام صالحاً، ولم تمسسه يد، ويتمتع برونقه، والاهم لدينا اتباع وسائل النظافة أثناء عملية الجمع، فلابد من لبس القفازات الخاصة، وارتداء الزي المناسب». قلة المتعاونين ويتابع السعيد «من أهم اشتراطاتنا، الاتصال على صاحب الوليمة، والحصول على موافقته بجمع ما يفيض من الطعام الذي يقدمه لضيوفه»، مستطرداً «ولكن ما يزعجنا هو قلة المتعاونين معنا من المتطوعين، رغم أننا نعيش فترة تكثر فيها إقامة المناسبات، وبخاصة الأعراس التي تشهد ولائم كبيرة، مما يستدعي أن يكون عدد المتطوعين معنا كبيرا، لجمع فائض هذه الولائم، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين»، منتقداً دور بعض أصحاب الاستراحات في عدم التعاون مع ممثلي المركز بما فيه الكفاية، بتزويد الأعضاء بجداول المناسبات الخاصة، بحجة الخصوصية»، متسائلاً «هل لعمل الخير خصوصية؟، مضيفاً «من خلال هذا المنبر الإعلامي، ندعو كل من يقيم وليمة ضخمة في المحافظة، إخبارنا بها، حتى ولو لم يكن هناك فائض، ليس لدينا أي مشكلة، فالمهم أن نكون متابعين، حتى يعم الخير الجميع».
حفظ النعمة هدف الكثير من الجمعيات الخيرية (اليوم)
الزامل: دعم رجال الأعمال مفقود ونبحث عن متطوعين وعما ينقص المركز، يقول فهد الزامل منسق الوجبات إن «المركز يعمل جاهدا لتوفير الخدمات قدر المستطاع للعوائل المستفيدة، ولكن تبقى المشكلة في الدعم الذي نحظى به، إذ لدى المركز سيارتان من نوع باص، وسيارة من نوع «داتسن» لجمع الوجبات، ومن ثم إعادة توزيعها، وهذا لا يكفي، ونتمنى أن تكون هناك سيارات أكثر عددا، حتى نغطي غالبية المناسبات، وتعم الاستفادة أكبر عدد من الأسر الفقيرة والمحتاجة».ويؤكد فهد الزامل المنسق الخاص بجمع الملابس والورق على ضرورة أن يكون هناك دعم من قبل رجال الاعمال القادرين، لتمويل تلك المشاريع الخيرية، ويقول: «مشروع جمع فائض الأطعمة في المناسبات، مشروع خيري، وله العديد من التوجهات لخدمة أبناء هذا الوطن، وما نأسف له فعلا، عدم التفات البعض لتلك الجهات الخيرية، ونتطلع نحن كمنسقين أن يبادر كل أصحاب الأيادي البيضاء الى دعم هذا المشروع الخيري، بتوفير احتياجاته وأدواته، وبخاصة السيارات التي تستخدم في جمع الطعام».