قالوا عن الرياضة إنها تربية وأخلاق وفن وترفيه وترويح وصحة وقوة وعلم وتعامل وصبر وفوز وحضارة ورقي وتقدم وتطور وغيرها من المعاني والمآثر السامية والنبيلة التي يسعى الرياضي والمشجع والمتابع لتحقيقها.فالرياضة ترتقي بالنفس إلى مراحل العلو والسمو من خلال بذل الجهد وترويض النفس على الصبر فيرضى بما يحدث فيبتسم ولا يغضب فتكون روحه رياضية فيضبط نفسه ويسيطر عليها عند الفوز والخسارة والتعادل.ولكن ما يحدث في رياضتنا هذه الأيام من تعصب وضجيج وهتافات وصراخ ونفير وتباعد وتخاصم وقذف واتهامات وتشكيك في الأمانة والنزاهة والذمم وضرب بالأرجل والأيدي والكلمات وغضب ونميمة وغيبة وعنصرية رياضية بغيضة منتنة تتنافى مع الأخلاق الإسلامية والإنسانية والرياضية فمن المسؤول ومن أجج وساهم في هذا المستنقع الملئ بالوحل وغير أهداف الرياضة؟ .فالرياضي والمسؤول والإعلام حلقات تراكمية متصلة مع بعضها البعض ساهمت في هذا التأجيج والتعصب الرياضي اللاأخلاقي وذلك بحثاً عن الشهرة والتميز والمال والتسويق والتوزيع والسبق الصحفي فظهرت تصريحات وعبارات سطحية عنصرية سوقية ويستقبلها المجتمع الرياضي بكل أطيافه وغالبيتهم من الشباب المتحمس المقلد الذي يتأثر بما يقال ويفعل فيتعصب ويشحن ويحفظ الألفاظ والعبارات والأفعال فيرددها كما هي فتكون العواقب والمخرجات سلبية فيظهر التنافر والتناحر والخصام والعداوات بين أفراد المجتمع بل بين الاخوان وأبناء العمومة في الأسرة الواحدة والسبب تشجيع النادي المنافس.وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد فيكون أصدقاؤه من الفريق الذي يشجعه ويكون الرابط النادي يلتقون في تشجيع النادي بتعصب رياضي أعمى فيغتاب اللاعبين والمنتمين للنادي المنافس بل قد يصورهم ويضعهم في صور غير صورهم وكلام غير كلامهم بقصد الاستهزاء بالمنتمين للفريق المنافس ولو كانوا أقرب الأقربين وهنا يتحول الترفيه إلى معصية فالغيبة والنميمة والاستهزاء والكذب محرم. فإلى المتعصبين من المنتمين للأندية من لاعبين وجماهير ورؤساء وأعضاء شرف وكتاب وصحفيين وإعلام راعوا المسؤولية الاجتماعية وأدركوا أن جل المتابعين من الشباب المتحمس فواجبنا أن نطور من تفكيرنا ونضبط أنفسنا وغضبنا وكلماتنا وحركاتنا مراعاة للفضيلة الاجتماعية والتربوية فأنتم مسؤولون والمجتمع يتابع ماتفعلون وتقولون وتكتبون فأشعروا أنكم متابعون ومؤتمنون ومن الله محاسبون فأعملوا بفكر عال وتمسكوا بالأخلاق الإسلامية في كل شيء حتى تكونوا قدوة للمتابعين فبدلاً من التعصب والتأجيج الرياضي طوروا من رياضتنا التي تراجعت بسبب التعصب فأصبحنا مثل العربة الفارغة فهي الأكثر ضجيجاً فنسمع جعجعة كثيرة ولا نرى لعباً حتى أصبحت رياضتنا إثارة وكلاماً في كلام خارج الملعب وداخل الملعب لا مهارة ولا تكتيك بل هدر وإسراف في الوقت والملايين،فما يحدث نتاج ومخرجات لفكر وأفعال وأقوال المتعصبين.فالرياضة أخلاق وتعامل ولعب وفن داخل الملعب وخارجه. [email protected]