فى ديننا الإسلامي الحنيف لدينا الكثير من المواعظ التى تعلمنا وترشدنا الى التحلي بالأخلاق الحميدة وأن نسلك السلوك الحسن ومنها حديث يخص التحية ( إذا إلتقيتم فأبدأوا السلام قبل الكلام ، ومن بدأ الكلام قبل السلام فلا تجيبوه ) ، وحديث على المصافحة ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلاّ غفر الله لهما قبل أن يفترقا ) وحديث فى الهدية ( تهادوا تحابوا ) وحديث فى إحترام المواعيد ( آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أئتمن خان ) . كلنا نشاهد التلفزيون ، ألم يلفت نظرك رقي التعامل بين البشر فى العالم الآخر ؟ ألم تتمنى أن يكون تعاملنا مثله أو أفضل منه فى رقي التعامل والاحترام ؟ خاصة ونحن أهل الدين الإسلامي الحنيف الذى ينصحنا بل ويحثنا على الرقي فى حسن المعاملة . ألم تسافر يوماً ؟ أو حدثك من سافر على ما رآه متباهياً ( لأنه رآه ) ومتأثراً ( لأننا لم نكن مثلهم ) من نظافة المدن التى زارها وجمال وتنسيق حدائقها وشوارعها وتناسق محالها التجارية ونظام السير على الطرقات وحسن المعاملة من الجميع .. وربما يقول قائل ( ما العلاقة بين هذا وموضوع السلوك الحسن ؟ ) فأقول أن العلاقة وطيدة جداً ، لأن السلوك الحسن هو الأصل ، فهو الذى يعطيك الحافز للتقدم والإبداع ، وسأعطيك مثالاً بسيطاً ( ومن الواقع الذى حدث فعلاً ) فلو أنك تقدمت بنية حسنة وصافية لإقامة أي مشروع ( ممتاز ) عندنا وبدون وجود السلوك الحسن لدى الجميع ، فهل لك أن تتخيل ما الذى سيحدث بمشروعك الممتاز ، وهل سيسمح لك بإقامته فى ظل ( الأنا والحقد والكره ) ؟ ، وبكل أسف سأقول لك النتيجة سالبا ( أما أن يلغى المشروع نهائياً بحجج واهية وغير مقنعة ، وإما أن تسرق منك الفكرة ويتم تنفيذه بطريقة أخرى ولغيرك ، وإما أن يتم تسفيه المشروع وبأنك تحلم بأن يكون مثل هذا المشروع عندنا فنحن لم نصل بعد إلى هذا المستوى ، وإما أن تتم الموافقة عليه بعد مساومات كأن تدفع لفلان وفلان أو يشاركك فلان وفلان وبالتاليى يكون لك خياران لاثالث لهما وأحلاهما مرّ ، الأول : إن كنت ضعيف النفس ولست مؤمناً بالسلوك الحسن فستنساق وراء أطماعهم ، الثانى : أما إن كان العكس تماماً فلن ترضى ولن ترضخ لهم وستنسحب بهدوء لاعناً اليوم الذى فكرت فيه بإقامة مشروع ممتاز فى بلدك وبالتالى لن يكون هناك مشروع ) .