ذلك الحديث الجانبي أو ربما الجماعي, يتسم بأن محيطهُ صغير, ولا يتم تبادله إلا في أجواء من الثقة بالآخر, ذاك ما يسمى حديث الناس, ومن جانب آخر ما يتردد على شبكات النت بمختلف أنواعها فيس بوك أو تويتر أو منتديات أو غيرها من المواقع. الملفت في تلك الأحاديت أنها تتحدث دائماً عن الشأن العام, وتكون ناقدةً بدرجات متفاوتة بين الحدة واللين, وفي الغالب ما تتناول شخصيات تتصدر واجهات العمل الخدمي, وهي مكلفة من قبل الحكومة من أجل تيسير وتسهيل أمور من أوكل إليهم رعايتهم والعناية من المواطنين وتقديم العون لهم بصفتهم مسئولين خدميين, وفي أحيان كثيرة يظهر من أحاديث الناس ما يشبه المتواتر من الأخبار والمنقولات عن فساد فلان أو فلان من المسئولين, ويتم في تلك الأحاديث تناقل الكثير من فساده وطغيانه, كل ذلك يتم في جوٍ من الاستغراب والتعجب الشديد من السكوت الرسمي عن ذلك المسئول والذي عاث في الأرض فساداً, حتى أصبح الحديث عن حكايا فساده الكثيرة أمراً مستساغاً, تلك الأحاديث لم تأتِ من فراغ, وأنما بالتأكيد أن لها ما يسندها, أو على الأقل بعضاً منها لا يخلو من الصحة, وعلى ذلك فإن من المهم أن يؤخذ حديث الناس على محمل الجد, وأن يتم التفاعل والتماهي معه وعدم حقره وتهميشه, لأن اهمال ذاك الحديث بل والتعامل معه بنظرات تسفيهية تصغيرية احتقارية, من شأنه أن يحدث شرخاً ما بين المواطن والمسئول الخدمي. متى ما تم التفاعل مع حديث الناس بالقدر المناسب, فإنه سيتحقق جزء غير قليل من مراحل الإصلاح ومكافحة الفساد.