ثمن المشاركون في ندوة «عكاظ» عن أثر جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة في العالم الإسلامي والدور الذي تقوم به المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين في العالم أجمع، وما يوليه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز تحديدا من العناية بحفظ المصدر الثاني للتشريع في الإسلام، والجمع بين التأصيل والتنزيل في الدراسات الحديثة، وأوصى المشاركون في الندوة باختيار موضوعين جديدين تضاف لموضوعات الجائزة في فرع الدراسات الإسلامية المعاصرة، وهما فقه الأقليات الإسلامية في دول العالم، وحقوق آل البيت والصحابة على المسلم .. فإلى مداولات الندوة: • «عكاظ»: ما أثر الجائزة في بلدانكم، وكيف تقيمون دورها في خدمة الإسلام في العالم؟ د. دكوري: نحن ننتهز وجودنا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالتضرع إلى الله أن يحفظ هذا البلد من كل سوء، وأن يسدد القائمين عليها لما ينفع الإسلام والمسلمين، وأما هذه الجائزة فهي سلسلة من الأعمال الخيرة والدعامة التي يقيمها أبناء أبينا الملك عبدالعزيز في خدمة الدين الحنيف، ولا غرو ولا غرابة أن نرى هذه المشاريع الطيبة تظهر في العالم الإسلامي على أيدي هذه النخبة من القادة الذين أخذوا على أنفسهم حراسة هذا الدين والدعوة إليه وتعليم آله وأبنائه بالعلم الصافي من الكتابة والسنة، والجائزة تعد وسيلة من الوسائل التي تجعل هذا الإسلام ناصعا نظيفا صافيا وحرا مما لفق فيه من الشوائب وأضيف إليه من الافتراءات، فقامت الجائزة في مكان ووقت مناسبين، فمناسبتها للمكان معروفة كونها قامت في بلد هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم، ومناسبتها للوقت حيث تكالبت القوى الفكرية المعادية للإسلام للنيل من هذا الدين من جميع جوانبه، فاليوم يهاجم على شخصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى الصحابة والآل، وتلفق على الدين تهم هو منها بريء، فهذه الجائزة ليست تحفيزا للباحثين أن يكتبوا فحسب، بل توعية شاملة للأمة الإسلامية ليدركوا مقاصد هذا الدين، ولغير المسلمين أن يعلموا حقيقة الإسلام. فالأمير نايف واقف على ثغرة من أهم ثغور الإسلام في هذا الوقت، دفاعا للإسلام عن التهم. وأما أثر هذه الجائزة في أفريقيا فهي شجعت الشباب المثقف في أفريقيا ليكتبوا ويقرأوا ويفكروا، وركزوا رغبتهم في المشاركة بالجائزة، وهذه الرغبة دفعت مجموعة منهم لزيارة المكتبات والاطلاع على الثقافات، فقد يظفر بالفوز فيها واحد منهم، بينما استفاد منها ألف شاب، ومن ناحية أخرى علمنا أن السنة النبوية محفوظة بحفظ الله سبحانه، وهذه المملكة ليست فقط تحافظ على السنة، إنما الصواب أن نقول إن هذه الدولة تحافظ على الوحيين، فهذه مشاريع مطبعة المصحف ومسابقة حفظ القرآن الكريم ومدارسه، والحلقات التي تنشرها في العالم الإسلامي وفي الأقليات، مقابل حفظها للسنة، فأول كلية للحديث الشريف في العالم نشأت في هذه المملكة، بجانب دار الحديث المكية ودار الحديث المدنية. خدمات جليلة حافظ: هذا الذي يليق بالإسلام والمسلمين، وخاصة المملكة، وذلك أن المملكة نعدها بلدة مقدسة، فهي تطبق الشريعة الإسلامية، وتقدم خدمات جليلة في الحج لضيوف الرحمن، بعناية ورعاية من خادم الحرمين الشريفين، ومن ذلك جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، ففيها جهد سخي وعمل صالح، فها نحن اجتمعنا من كل البلدان والقارات بسبب الجائزة، فهي إذن ولدت حراكا دينيا، وهي أنموذج وأسوة حسنة للمسلمين الذي ما فكر بعضهم حتى الآن في التطبيق والأجر، لذا جاءت هذه الجائزة لتمثل شكلا من أشكال العمل الصالح، وتكون عبرة ودرسا للمسلمين في أنحاء العالم. عبد القادروف: نحن جئنا لمحفل الجائزة في مدينة الأنصار، والأنصار من بداية ما جاء الرسول إلى المدينة مهاجرا مع سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، وهو في زمن لم يكون لنفسه أي قوة وقدرة، لكن الأنصار وأهل المدينة استقبلوه وانتصروه، ومن أول يوم في الإسلام إلى هذا العهد في ظل المملكة وهذه البقعة لها دور كبير، وجائزة الأمير نايف نهجت ذلك السبيل لأن المسلمين من أول يوم في الإسلام خدموا صاحب الحديث، وأنا كمفتٍ لجمهورية طاجكستان افتخر بهذه الخدمة العظيمة التي تقدمها الجائزة، والخدمات الجليلة التي تقدمها المملكة بشكل عام، وكلما أتحدث عن واقع المسلمين في كل البلاد أجد أن لهم أملا من هذه المملكة، ويتكئون عليها في خدمة الحرمين الشريفين، وجائزة نايف بن عبدالعزيز هي في الواقع تؤدي أدوارا خفية غير الأدوار التي تعلن عنها والأهداف التي تأسست من أجلها، فهي توثق المحبة بين أهل الإسلام، لأنه في هذا المحفل يجتمع العلماء والمسلمين من كل دول العالم، وهذا يؤلف بينهم الإخوة والتعارف، امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا». ولا نغفل دور الجائزة في إحياء تاريخ الإسلام، فلعلنا نقر أن أي أمة إذا درست ماضيها تستطيع أن تصنع مستقبلها، فتفتقد بعض المجتمعات الإسلامية الأمن والاستقرار والمحبة، وهذا كله من عدم معرفتهم بتاريخهم وماضيهم، ولا يعتزون بدينهم وإسلامهم، وهم لا يدركون أن العزة للمسلمين، فنسوا شخصيتهم ودورهم. الجائزة الأميز عوض الله: جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية هي الجائزة الأكبر والأكثر تميزا على مستوى العالم الإسلامي، فهي تعد منارة لحفظ السنة النبوية، وقد وجدت كل دعم مادي ومعنوي من الأمير نايف بن عبدالعزيز راعي هذه الجائزة، والذي يعتبر المظلة الرسمية الثابتة للسنة النبوية على مستوى العالم الإسلامي، فلدعمه السخي دور كبير في المنافسة الشريفة للحصول على هذه الجائزة توافد العديد من الوفود الإسلامية، والتي حرصت على حضور فعاليات الجائزة لما لها من قيمة إسلامية كبيرة، فهي نبراس للأمة الإسلامية تسير عليه من أجل الحفاظ على المنهج النبوي، ما دفع الكثير للتطلع إلى المشاركة فيها نظير دورها في المحافظة على المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، فأصبحت الجائزة مصدر قوة لنا نحن المسلمين، نظير الاهتمام الذي حظيت به السنة النبوية من المملكة ومن الأمير نايف بن عبدالعزيز تحديدا، والذي يحرص على حفظ الشريعة الإسلامية، وحمايتها ودعمها. عبدالحق: اكتسبت الجائزة قيمة من عنايتها بالمصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، دعت الباحثين والمفكرين إلى الغوص فيها والبحث فيه تحقيقا ودراسة وتنقيحا، لذا لاقت الجائزة استجابة عظمى على نطاق واسع من قبل المفكرين والعلماء والباحثين في السنة النبوية من جميع أنحاء المعمورة، فالفائزون تنوعت مشاربهم ودولهم، بل إن فيهم من يعيش في دولة أوروبية أو أمريكية ويعمل في مجال خدمة السنة ويفوز بأحد فروع الجائزة. ولا شك أن للجائزة أثرا إيجابيا وثريا لامسه الجميع من خلال الدورات الماضية، كونها عنيت بدراسة القضايا التي تهم المسلمين في العصر الحديث، فشكرا للأمير نايف على جهوده المباركة في رعاية السنة النبوية. لكهوي: الجائزة لها أثر جلي في نشر الدعوة الإسلامية، وعلوم الإسلام، خاصة الحديث، وخدمة الأمير نايف بن عبدالعزيز للحديث ليس أمرا جديدا، فالناس في الباكستان يجلون قدر هذا الأمير، فقد عرف بينهم بحبه لكل ما يتصل بأمر الإسلام والخير ونشره. نظرة أوسع شين: اعتبر دعوة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز لحضور الحفل الختامي للجائزة غالية على نفسي، كونها دعوة لشهود محفل يتوج فيه الباحثين المتميزين في مجال البحث في السنة النبوية، فضلا عن اتخاذها من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم مقرا مباركا لها، ومسلمو كوريا الجنوبية يثمنون للمملكة دعمها للإسلام والمسلمين، والسعي في نشره تعاليمه وعلومه، ما دفعنا لبذل المزيد في خدمة الدعوة، ولقد كان للجائزة الأثر الجليل علينا، إذ منحنا نظرة أوسع في السنة النبوية، والدراسات المعاصرة في شؤون الإسلام والمسلمين، فاستفادت الأقليات الإسلامية من بحوثها وموادها المنشورة، وهذا دفع الجمعيات الإسلامية في كوريا للقيام بدورها في أوساط بوذية غالبية الشعب الكوري. ناشر السنة • «عكاظ»: من أي زاوية يقرأ الفائزون هذه الجائزة؟ وما الدور الذي سيقومونه بعد فوزهم بها خاصة من هم في دول غير إسلامية؟ التركماني: أولا نحن نقف عاجزين عن الشكر للقائمين على هذه الجائزة، وعلى رأسهم راعيها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، إذ جاء اختيارنا لموضوع هذه الجائزة في سياق اهتمامنا عن مسألة التعامل مع غير المسلمين وضرورة العناية بهذا الموضوع مع تزايد أعداد المسلمين المقيمين في البلاد غير الإسلامية، مما يترتب على ذلك الحاجة الماسة إلى الفقه في تفاصيل التعامل مع أهل البلاد غير المسلمين، فهذه الجائزة نظرت إلى جانب من الفقه الذي سيحمل المسلمين على حسن التعامل والاتزان والاعتدال، والشعور بالثقة بالنفس، مع الاعتزاز بدينهم مع قدرتهم على التعامل والتواصل مع من حولهم، ليظهروا بذلك سماحة الإسلام. الموصلي: بداية أود أن أقول إن الأمير نايف بن عبد العزيز لن يوفيه شكرنا إياه، فهو سبب في نشر العلم والمعرفة بين أهله في العصر الحديث، فالناظر في موضوعات ومحاور الجائزة خلال هذه السنوات يلحظ عليها أمرين مهمين؛ فالأول هو الشمولية والمنهجية في اختيار الموضوعات، فهي جمعت بين العلم والفكر، وبين مسائل التأصيل والتنزيل على الواقع، وبين الرواية والدراية، بل جمعت بين تشخيص الداء وتقديم الحلول، فقدمت حلولا علمية، وتوجيهات ربانية في ما يتعلق بموضوعاتها. والأمر الثاني هو ارتباطها بالواقع، ولهذا نلحظ اختيارها موضوعات ذات صلة بواقع الأمة، ولا سيما فيما يتعلق بالنوازل التي أحاطت بالأمة من كل صوب، فهي تعالج جوانب من العقيدة والفكر والسلوك، بجانب ما يتعلق بوسائل الدعوة ونشرها والتعريف بمحاسن الإسلام، ثم أنها ركزت على بعض الظواهر السلبية التي أثرت على المسيرة الدعوية، كالغلو والتطرف، بالإضافة إلى استظهار جملة الأحكام الشرعية مما كان لها الأثر الكبير في تقديم حلول شرعية للمسلمين، سواء كان في بلاد إسلامية أو غيرها. فقه الأقليات • «عكاظ»: لو جعلتم أعضاء في الهيئة العلمية .. ما الموضوعات التي يمكن طرحها لمجال البحث في الجائزة؟ المصطفى: أقترح أن يطرح موضوع فقه الأقليات، فالمسلم الذي يعيش بين الحرمين ليس كمن يعيش في أقلية إسلامية في دولة غير إسلامية، لأن المسلم فيها يواجه مسائل في الزواج والمبايعات والتعاملات. دكوري: وأنا أقترح طرح موضوع الآل والصحابة، لأن المشكلة القائمة في العالم الإسلامي لا سيما في أفريقيا هي هذه القضية، بالطعن في الصحابة، فهذا من الموضوعات الحية التي تعرف بقدرهم وحقوقهم والواجب لهم. المشاركون في الندوة • سيد مكرم عبدالقادروف مفتي جمهورية طاجكستان ورئيس مجلس العلماء. • عبدالوهاب عبدالحق مفتي جمهورية كوريا الجنوبية. • د. أبو بكر دكوري مفتي مسلمي ليبيريا. • إبراهيم خليل عوض الله مفتي رام الله والبيرة في فلسطين والوكيل المساعد لدار الإفتاء الفلسطينية. • جمال حافظ مفتي موميتينيمن في اليونان. • حفيظ الرحمن حبيب الرحمن لكهوي مدير جامعة شيخ الإسلام ابن تيمية في لاهور في باكستان. • حاجي عبدالرحيم شين رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية بجمهورية كوريا الجنوبية. • الشيخ شغالي بن المصطفى إمام وخطيب جامع الفرقان بنواكشوط في موريتانيا. • عبدالحق بن حقي التركماني الفائزة بالجائزة من السويد. • فتحي عبدالله سلطان الموصلي الفائزة بالجائزة من السويد.