بالرغم من مضي أكثر من ثلاثة عقود على انتقال صاحب السيرة فؤاد شاكر،رحمه الله، إلى رحاب ربه راضياً مرضياً بما قدمه لدينه ولوطنه إلا أن الكتاب الذي أصدره أبناء فؤاد شاكر "رجل التشريفات والأدب" وأهدوني نسخة منه كان أمراً مهماً وضرورياً كحق على أسرته ومجتمعه أن يوفوا بحقه في الوفاء له بالبحث والتنقيب عن سيرته ومشوار حياته اللذان يرتبطان بتشرفه بالعمل في خدمة مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز ،يرحمه الله، وذلك في عام 1364هجرية ولمدة ثماني سنوات رئيساً للتشريفات الملكية. كان فؤاد شاكر،رحمه الله، مفكراً وأديباً وسياسياً، فقد أشاد رجال الفكر والأدب والسياسة في العالمين العربي والإسلامي بشخصية فؤاد شاكر ونبوغه الفكري والأدبي من خلال رسائلهم الخطية المكتوبة وقصائدهم الشعرية ولقاءاتهم به في مختلف المناسبات فقد كان،رحمه الله، ضمن أول بعثة دراسية لمواصلة دراسته في جمهورية مصر العربية بل وأصدر هناك صحيفة باسم "الحرم" في عام 1349ه الموافق 1930م ، بعد أن تدرب على العمل الصحفي في جريدة كوكب الشرق بالقاهرة. ثم تولى رئاسة تحرير صحيفة "صوت الحجاز" لعام واحد وكان مهموماً بأخبار الطلاب والبعثة السعودية في القاهرة. وبعد عودته إلى المملكة أكمل دراسته وأعماله الصحفية، ثم تولى رئاسة تحرير جريدة "أم القرى" في عام 1355ه ، وهو أول عمل رسمي له استمر بها لمدة 15 عاما ًوفي عام 1366ه تم تعيينه رئيساً لتشريفات جلالة الملك عبدالعزيز،طيب الله ثراه، وتشرف بذلك أن يكون بمعية المؤسس الكبير في كافة المناسبات والزيارات الرسمية والاجتماعات والمؤتمرات. وكان فؤاد شاكر ،رحمه الله، قد تولى رئاسة تحرير جريدة "البلاد" السعودية وتعلمت منه شخصياً الكثير من الصفات والمميزات في العمل الصحفي فكان مدرسة بحد ذاته حيث اعتبره أحد أساتذتي الذين تعلمت منهم وعلى أيديهم فن الكتابة والعمل الصحفي فقد كان،رحمه الله،أحد رواد العمل الصحفي حيث تخرج على يديه العديد من الصحفيين والعاملين في هذا المجال.لقد أكسبت البيئة الصحراوية فؤاد شاكر بساطتها وصراحتها وعجفت عوده على الصبر والجلد وشدة البأس وقوة المراس والتمتع بشخصية قوية وسماحة الأخلاق وسعة الافق والتسامح وكان لديه العديد من الأصدقاء من رجال الشعر والأدب داخل المملكة وخارجها. كان وطنياً من الدرجة الأولى وغيوراً شديداً على مصلحة بلاده وظهر ذلك جلياً خلال مقالاته في بداية عمله الصحفي بجريدة الحرم والتي يدعو فيها أبناء وطنه إلى الاتحاد، وتحثهم على النهوض بالوطن. لقد بنى فؤاد شاكر ثقافته من مصادر غالية أولها كتاب الله الكريم وتعلم منه أصول اللغة العربية الصحيحة ثم أقوال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ثم الأدب العربي، ولذلك استأثر بالشعر بكثير من اهتماماته، كما أن مؤلفاته الأدبية بلغت سبعة عشر كتاباً أبرزها "أدب القرآن" و "رحلة الربيع" ، وقد هيأت له سفراته الكثيرة داخل البلاد وخارجها أن يسجل كل ما يراه بعين الأديب فولع بأدب الرحلات وسجل صوراً دقيقة من الوصف في رحلته من جدة إلى الرياض جاءت في كتابه "رحلة الربيع" كما حرص على تسجيل تاريخ هذه البلاد من خلال معرفته الوثيقة بمؤسسها وتسجيل سيرته من خلال كتابه "الملك عبدالعزيز سيرة وتاريخ"..وفي خاتمة الكتاب الذي اثرى مكتبة التاريخ والثقافة بعث أبناء فؤاد شاكر برسالة إلى والدهم،رحمه الله، جاء فيها:"والدنا الغائب الحاضر.. لن نستطيع القول إننا قد وفيناك حقك.. فرب العزة والجلال سيجزيك إن شاء الله كل الخير لما قدمته لدينك ثم أمتك".