نتّفقُ أن تونس أفضل ثورات الربيع الدموي للآن، لأنها غافَلتْ العالم بمبادرتها فلم تَحتَطْ أصابع الخارج للدسيسة فيها كدولٍ تَلَتْها. لكن و الحال كذلك كيف يُصرّفُ وكلاءُ ثورتِها أحوالَها.؟. بدأت قياداتها (مؤتمراً للحوار الوطني). خطوةٌ تقليديةٌ يَستنجد بها كلُ نظام عندما يصبح في مأزقٍ يهدد كيانه. و في كل تجارب العرب لا يجعلونه بنّاءً، بل صورياً لتمرير أجنداتهم. فلم تكُنْ تونس بِدْعاً عن العرب. أحالَهُ مُتَنفّذوا الحكم إلى سلطةِ إقصاءٍ و تقزيمٍ لكل من لا ينضوي تحت مظلّتِهم خاصةً إن كان إسلامياً غير إخوانيٍ فتصبح له جريمتا (المعارضة و الإسلامية)، و الصدور لا تتسع لِجامِعِهما، حتى لو كانت قاعدتُه الانتخابية ثاني مقاعد البرلمان، كتيار (المحبة) التونسي. قد، و فيها قَدْ و قُدود، يقبلون من حزبٍ الأُولى لسهولة شعاراتِ الالتفاف عليه و تَسييرِه. أما مُرتكبُ الثانية فانتماؤه خطير لا تحريفَ معه و لا مبايعة فكيف يُدخلونه دائرتهم؟.إنها ديمقراطيةُ الوجه الواحد..فإقبلوها يا عرب أو إنبُذوها. Twitter@ mmshibani