نحن في زمن ساد فيه (الخَلْطُ) و(التشويش) في القِيَمِ الدينية والأخلاقية و الاجتماعية، حتى لم يعد للمتعلّمين العارفين تَبَيُّنُ الصالحِ من الطالح. و هي للأسف (المرحلة الضبابية) التي تنقُلُ الأممَ من الحقِ والخيرِ السائد إلى الباطلِ والشرِ الكامل، ليعود الدينُ (غريباً) كما بدأ..مع أنا كنا منذ عِقديْن فقط نتعجّبُ أَنَّى لتلك (الغُربة) أن تحدث. هو زمن (الفِتَنِ) التي قد يصبح فيها المرءُ مؤمناً ويُمسي كافراً..وعكسها. فإذا اليومَ بمسلم من (بَني الحرمين) يصبح مؤمناً ثم لا يلبثُ أن تُهلكَهُ في المساء (تغريدة) غير مُدركٍ أن أحدكم ليقول الكلمةَ لا يُلقي لها بالاً تَهوي به في النار سبعين خريفاً. و إذا (غير المسلم) يُصبح فَيَهديه الله للإسلام فيُمسي مؤمناً. قريب من الدين لاهثٌ وراء (الآخر) مِصداقاً لحديث "حتى لو دخلوا جُحر ضبٍ لدخلتموه". و(الآخر) باحثٌ بشَغَفٍ عن الحقِ والطمأنينة والروحانية، إذ لا شيءَ منها في مُعتَنَقِه، يفرح أن اهتدى للإسلام و يغدو أشد تَمَسكاً به من (ابنِ تُربتِه). تلعبُ (وسائلُ الإعلام) ورجالُه، بعد الحكومات، الدور الأكبر في خَلْقِ هذه (المرحلةِ الضبابية) وتَكثيفِها وطَمسِ الحقائق و تَقزيمِ الدين والسخريةِ من قِيَمِ الرشاد حتى تَقتلِعها من نفوسِ الحاضر ووِجدانِ المستقبل. شرٌّ مُستطير ينتظر السنواتِ القادمةَ و الجيلَ الناشيء..في ذِمّةِ كلِ مَن أعانَ أو زيَّنَ أو سكَتَ عمّا يُحاكُ من دسائس. Twitter:@mmshibani