كاتب صحيفة الوطن الدكتور علي الموسى, من أكثر الذين كتبوا حول قضايا أمانة عسير وأمينها, مارس نقداً من نوعٍ آخر مختلف تماماً عن النقد لمجرد النقد, ومع الأسف أن هناك من يفهم تلك الكتابة النقدية على أنها تهدف إلى إثارة الرأي العام ضد الموظف الأمين, وأنها كتابات تعتمد على شخصنة المواقف, بل والمؤسف أنها لا تفرق بين النقد وتوجيه الاتهام. كل ما قرأته من كتابة نقدية موجهة إلى أمانة عسير وأمينها, كانت تهدف إلى تقويم عمل الأمين, واتجهت إلى تشريح أسباب عدم القدرة على التعديل من أفكار الأمانة وأمينها, والتي لا تتناسب وطبيعة المكان من ناحيةٍ بيئية محضة, الذين لم ترضيهم كتابة علي الموسى ونقده اللاذع حول الأمانة وأمينها, يحتجون بأنها أي (الأمانة) و (أمينها) تقدم فعلاً على أرض الواقع ومن هنا كان مصدر سرور الناس وبهجتهم أن يروا العمل جارياً في مختلف أرجاء المدينة, على مداخلها ومخارجها, حراكٌ في مجال البنى التحتية لم يسبق له مثيل, المنظر لافت ومبهج, وعلى ذلك يبني البعض رأيه, لكن الدكتور على الموسى كان ينظر للأمر من وجهةٍ أخرى مختلفةٍ تماماً عن البقية, نظرة تدقيقٍ وتأمل, لم تتناسى أن تستحضر المكان وتاريخه وخصوصيته البيئية والجغرافية والتي تتناسب مع طبيعته الجبلية والجمالية, هذا التأمل والتفكر يوصل إلى فهمٍ آخر, وهو أن أمين عسير الحالي لم يأخذ في اعتباره حين التعامل مع مدينة أبها الممازجة بين الطبيعة والخصوصية, هذا الأمر الذي دعا الدكتور علي الموسى أن يمارس عليه جلداً كتابياً, يهدف إلى توضيح أن ما يصلح في المدينة التي كان يشغل منصب أمينها سابقاً, ليس مناسباً ولا مجدياً الانتقال به وبكامل تفاصيله إلى أبها, وكان من الأجدر به حين تنفيذه لمشاريع أبها التنموية الخدمية, أن يبني ذلك على أساس ما يناسبها جمالياً وبيئياً؛ حتى لا تتهدم مرتكزاتها الطبيعية, والتي تجعلها ذات ثقافة وهوية مختلفة, من خلالها يبرز التمايز والتعددية في وطننا, وتؤكد على أن ثراءه الحقيقي يكمن في تنوع مكوناته, بدلاً من جعلها نمطاً واحداً محنطاً لا يشعرُ بأي اختلاف. على ذلك ينبغي أن يفهم الأمين ومناصروه أن النقد ليس بهدف البحث عن زللهم أو تتبعاً لعثراتٍ لم تمارس عليها الكتابة التشريحية, وإنما كان لأجل التبيين بأن الطريقة التي يتم التعاطي بها مع أبها خاطئة, وغير مراعية لهويتها الجمالية, والسّر المميز لها عن البقية, والتي تعتبر معياراً أساسياً حين المقارنة بين أبها والبقية.