مع دخول هذا الشهر الكريم من كل عام تجد المسلمين أكثر قربا إلى الله وتذكرا للعمل بالطاعات والعبادات لما فضله الله على باقي أشهر العام وجعل صيام نهاره فريضة وحثت السنة على قيام ليله وقضائها بالعبادات والطاعات لما تنزل فيها من الرحمات والمغفرة جعلنا الله واياكم من المشمولين بها وسائر المسلمين . في هذا الشهر وفي ظل الأحداث المتنامية والمتسارعة في عالمنا العربي والاسلامي يجب على الجميع أن يقفوا وقفة تأمل ومراجعة لكل ما يحدث من حولنا وفي وطنا كي لا يجد المسلم نفسه واقفا في صف اشعال الفتن بين المسملين وبين أبناء الوطن العربي بمختلف أديانهم ومذاهبهم ومنابعهم الفكرية فكل قطرة دم تراق على أرضنا العربية والإسلامية خلفها داعي فتنة وكثير من يقف في صفوف دعاة الفتن دون إدراك منهم وتعقل إما لعاطفة تقودهم لذلك وإما بجهل أوقعهم في ذلك الطريق أو لأي سبب آخر وكل تلك الأسباب لا تبرر ما يقوم به الإنسان من مناصرة لأهل الفتن ودعاة القتل والفرقة. أصبح الجميع في وقتنا الحاضر مسؤولا في ما يحدث مع تواجد مواقع التواصل الاجتماعي التي يستطيع الإنسان أن يعبر فيها عن رأيه أو يصطف بها خلف من أراد لذلك علينا أن نراجع أنفسنا مع هذه الأيام والليالي المباركة في أي صف نتواجد هل هو خلف من يدعو للسلم والألفة والمحبة أم خلف داعي يدعو للفرقة والتشرذم والاقتتال خلف شعارات الحرية أو النصرة أو ما سواها .لست هنا ضد الداعين لحرية الشعوب بل أنا من أكثر المناصرين لذلك ولكن عندما يختلط الحابل بالنابل ويرتقي المنبر من يدعو لذلك وشعاره اقتلوا واسحلوا فإنني أدعو لتحكيم العقل والابتعاد عن من كان هذا شعاره خصوصا أن أغلب أصحاب هذه الشعارات هم من يقطنون القصور وينعمون أولادهم بالتعليم في أرقى الجامعات بالخارج .! أصبح دعاة الفتنة كثر مع توهمهم ببطولات وهمية من خلف يوزرات تصنع منهم أبطالا من ورق وينخدع فيهم من أصابه وأعماه الجهل فرقوا الأوطان وزرعوا الضغائن في النفوس وأفسدوا معنى الحرية التي طريقها ليس بهذا الطريق العفن بل طريقها الصدق والدعوة للمساواة والعدل والتسامح وأخلاقها الشجاعة والنبل والشيم حتى مع من تختلف معهم .أعود وأذكر نفسي والجميع بأن مراجعة النفس واجبه مع هذه الأيام المباركة والاصطفاف خلف كل ما يجمع ولا يفرق وكل ما يدعو للتحلي بأخلاق الإسلام جعلنا الله واياكم من المقبولين في شهره الكريم ومن الداعين للخير والمتجنبين لكل شر والنابذين له ولأهله .