كلنا أدْمَنا العالم الافتراضي ونقضي معظم أوقاتنا فيه، وننهل كثيراً من المعلومات منه بغض النظر عن مصداقيتها أو لا، وجمعنا هذا العالم الافتراضي بشخصيات كثيرة ومن كل المستويات وأصبحنا أكثر قرباً من المسؤولين وصناع القرار والمشاهير، كما أتاح لنا العالم الافتراضي فرصة التعرف على أفكار متنوعة محلية وخليجية وعربية وعالمية وغدا العالم قرية صغيرة فعلاً بدون حواجز ولا حدود إلا الالتزام بأدب الحوار واحترام الرأي الآخر. والعالم الافتراضي الذي أقصده في هذا المقال هو عالم شبكات التواصل من خلال الشبكة العنكبوتية الإنترنت، والذي أعطانا الفرصة بدخول حياة الآخرين بمفتاح ال Follow، والذي يعطيك الحق بالتعرف على أفكار وآراء ويوميات من تريد ومحاورته بكل سهولة، والبعض ننبهر بأفكاره وشخصيته ونُعجب به، والبعض الآخر يصدمنا بضحالة فكره وبشاعة أسلوبه وسطحيته في التعامل، وينطبق ذلك على العامة من الناس أو بعض المشاهير الذين كنا نُعجب بهم! بحكم التواجد اليومي في شبكات التواصل الاجتماعي أصبح المتابعون عائلة كبيرة متنوعة الأفكار والتوجهات والمبادئ وهذا ما يفتح المجال للحوار وللتعرف عن قرب وغالباً ما تتفق أفكارنا وآراؤنا مع بعض المتابعين فيتحولون إلى أصدقاء نحاورهم يومياً ونتبادل الآراء ويتحولون من أصدقاء افتراضيين إلى واقعيين ويدخلون حياتنا الخاصة ويصبحون أكثر قرباً، البعض يعترف بالصداقة عبر الإنترنت والبعض لا يتقبلها أو لا يؤمن بها ولا يثق فيها، ولكل منهم رأيه الذي يحتمل الصواب أو الخطأ. للصداقة أدبيات سواء كانت واقعية أو افتراضية وللأسف أن البعض يجهل واجبات وحقوق الصداقة، الصداقة هي مشاركة الآراء والمناسبات وتبادل الاحترام والمعاملة بالطيب والإحسان والثقة المتبادلة والنصح والمشورة والاهتمام والأهم حب الصداقة ذاتها وأن لا تكون لغرض ما أو للحصول على شهرة أو لمصالح مادية واستغلال، وإذا لم يكن الصديق على قدر من المسؤولية لهذه الصداقة فالأفضل أن لا يخوض في صداقات وأن يبقى بعيداً عن الناس الأسوياء الذين يقدرون الصداقة ويهتمون بأصدقائهم ويحمونهم من الأذى ويبعدونهم عن الحزن. - تتفق وتختلف الآراء حول أصدقاء العالم الافتراضي إلا أننا نتعرض يومياً إلى صداقات افتراضية وكل ما علينا أن نتأنى في اختيار من ندخلهم واقعنا وأن لا نتسرع في قبول صداقات غير موثوق فيها وغير مأمونة النتائج!!!