نجد الآن أن مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل عام هي موضة يتسابق عليها الشباب والفتيات ، فلم يكن هناك أي داع للشاب أو الفتاة المراهقة في بذل أي جهد أو عناء سواء في التعارف أو الصداقة في أي وقت، فقد أصبح كل شيء متاحاً أمامهم، فكل ما يمكن أن يبذله الشاب أو الفتاة من عناء هو الضغط على زر الكمبيوتر والتسجيل في أحد المواقع الاجتماعية ليكون على صلة بأكبر عدد من الأشخاص في وقت واحد ومن مختلف العالم. ونشأ نتيجة لكل ذلك "صداقة الإنترنت" بين أغلب الشباب والفتيات والتي وجدها أغلبيتهم أمرا مبهرا وشيقا ومثيرا وجذابا، دون أن يتبادر إلى أذهانهم أضرار ومساوئ التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعية والجلوس أمام الكمبيوتر لساعات طويلة. في البداية تقول هبة ماجد – 15 سنة - أنا لا أحب ولا أؤمن بصداقة الإنترنت ولم أجربها لأنها ليست من هواياتي؛ لأنني من المستحيل أن أصادق شخصاً لم أره وأستأمنه على أسرار حياتي. بينما تقول ريم سمير – 18 عاما – أنا أفضل الصداقة على الإنترنت بشكل كبير لأنها تجعلنا نتحدث على بشكل واسع ونحكي أسرارنا بمنتهى الصراحة والصدق دون أي خجل وتفكير، فالشخص الذي نتحدث معه لا يرانا. وتقول نرمين صادق، 17 سنة، لديّ أصدقاء كثيرون على الانترنت وأغلبهم من الشباب، وأعتقد أنها أفضل بكثير من الصداقة العادية، لأنها خالية من الغيرة والحسد، فالصديقات غالباً ما يخسرن صداقتهنّ بسبب حسد إحداهنّ للأخرى، لذا أفضل صداقة غرف الشات على الصداقة الواقعية. وتقول إنجي صابر – 20 عاما – أتعرف على العديد من الأصدقاء والصديقات من خلال " تويتر" وال "فيس بوك "، وأعتبر هؤلاء الأصدقاء هم من يشبهونني ويشاركونني في نفس اهتماماتي وآرائي، على عكس الصديق الموجود على أرض الواقع، ففي أغلب الأحيان تكون أسباب الفشل لتلك الصداقة كثيرة أهمها اختلاف وجهات النظر. بينما ترى هبة حسن، 14 سنة، أنها لا تحبذ هذا النوع من الصداقات إطلاقا لأنها نادراً ما تكتمل وتصبح مثل الصداقة الحقيقية، كما أنها تخاف بشكل كبير من التحدث مع فتيات داخل غرف الشات لأنها دائماً تشعر بأنهم من الممكن أن يكونوا شبابا ويكذبون مما يجعلها تحرص على حديثها جدا مع أي شخص لا تعرفه. وتقول سوزى منعم، 16 عاما، أنا لا أمانع ولا أكره الصداقة عن طريق الانترنت ولكني أفضل أن تكون في إطار محترم ولا يتم التطرق منها إلى موضوعات حب أو ارتباط عن طريق الإنترنت، فطالما كانت العلاقة والصداقة بريئة فما المانع؟! وتقول إسراء فتحي، 19 عاماً، أنا لا أصدق وأأتمن سوى أصدقائي الذين أراهم ويرونني، وأفضل أن استغل سمات مواقع التواصل الاجتماعي في تقوية علاقاتي بأصدقائي عن طريق تبادل الأفكار والآراء في صفحات الفيس بوك، فهي طريقة مجدية أكثر وتزيد روابط الصداقة الحقيقية بمعرفة الصديق اهتمامات أكثر عن صديقه. وعن رأي الخبراء والمختصين عن ذلك؛ أكد الدكتور أحمد عبد العزيز أخصائي الطب النفسي أن أن أكثر المستخدمين لل "فيس بوك" يكون هدفهم البحث عن الهوية والذات والوجود، ويكونون في احتياج إلى تكوين علاقات اجتماعية لا يجدونها على أرض الواقع لسبب ما، فيجدون في الانترنت وسيلة لإقامة هذه العلاقات. كما أكد أن الصورة التي تنشأ من أي علاقة على الفيس تكون غير واقعية وأحياناً لا تقترب من الحقيقة لذلك لابد من إعادة الثقة قي الشخص الذي لا نعلمه ويختفي خلف شاشات أجهزة الحاسب الآلي، والحرص على أن تنتقل أي علاقة صداقة من مرحلة الانترنت إلى مرحلة الواقع، حتى نقترب من الصورة أو نبتعد. بينما تقول ألفت حامد، أخصائية اجتماعية، إن لجوء الفتيات إلى درجة الإدمان على صداقات الإنترنت يؤدي بهم إلى الانطوائية والعزلة وعدم التفاعل الحقيقي مع المجتمع، ولكنها تحمل أيضاً وجهاً جيداً يتمثل فيما تؤديه من تعارف مفيد عبر العلاقات المتنوعة والثقافات والحضارات المختلفة، ولكنها نظراً لأضرارها الكثيرة فيجب أن نتركها ونبحث عن الصداقة الحقيقية على أرض الواقع. وأكدت أنه من الممكن انتحال أشخاص عديدة شخصيات مزيفة غير حقيقية، موضحة أن مثل تلك الصداقات لا يوجد لها معايير تحكمها لأنها تعتمد على أشخاص ذوي شخصيات متباينة وإذا تطورت هذه الصداقات إلى تبادل للمعلومات الحقيقة وتبادل الصور أو الرسائل المختلفة يمكن أن تستغل للابتزاز أو على هيئة تشهير، ومن هنا تنشأ المشكلات الكثيرة التي تقع فيها الفتاة.