في بادرة رائعه من نوعها و لها من اسمها نصيب أطلق الأستاذ عبدالله العلمي و الإعلامية الأستاذة سمر فطاني مبادرة سُميت (الشريط الأبيض) تهدف للحد والتصدي من العنف الأسري بشتى أنواعه و أشكاله ضد النساء والمطالبة والحفاظ على حقوقهن المشروعة و المُسنة قانونياً مستندة على تقرير صادر من الأممالمتحدة تحت وثيقة (إعلان مبادئ) لتفعيل دور الرجال في مناصرة قضايا المرأة والحد من العنف الواقع عليها بشتى أنواعه من حرمانها وتعذيبها والتعدي عليها و هضم حقوقها وتعليقها وتزويجها وهي قاصر فقط لكونها امرأة لا حول لها ولا قوة بجانب التسلط الذكوري البغيض في المجتمعات الشرقية على وجه الخصوص. تلك المجتمعات التي يمارس فيها بعض المُتسلطون على المرأة وكأنها عدوهم اللدود شتى أنواع التطرف والعنف الذي يسعى بكل الطُرق لإلغاء كيانها حتى تشعر في بعض الأحيان بأن لا رأي لها ولا حق و لا مطلب و لا قرار ولا صوت ولا وجود حتى ! المُدهش في هذا الموقف رد الفعل عند البعض ورفضهم وامتعاضهم ونعتهم المُبادرين و المُباركين و المشاركين في مبادرة الشريط الأبيض ووصفهم بالتغربيين الذين يسعون لهدم القيم الدينية و الإسلامية و المُجتمعية لأنهم ينادون بحقوق المرأة و يسعون لمناصرة همومها و قضاياها التي لا أجد فيها أي حرج فيما لو سُنت ووضعت لها قوانين تحفظ لها كامل حقوقها و تُجرم من يتعدى عليها و ينتهكها، لأن هناك فئة في المجتمع تتعامل مع المرأة وكأنها كيان ناقص لا قيمة له إلا لخدمتهم وراحتهم وتلبية مطالبهم ! و الحقيقة التي لا جدال فيها أن كيان المرأة عظيم و دورها في مجتمعها أعظم ، فلن تتقدم المجتمعات ما لم تعم ثقافة المحافظة على حقوق الطرفين والعدالة في توزيعها و تصنيفها و سن القوانين الصارمة لضبطها و توعية الطرف الآخر بأهمية المرأة وبضرورة المحافظة على حقوقها و التعامل معها بلطف و احترام و مساواة إنسانية لا تقل قيمتها في الفرح و الحزن عند الرجال. فعندما تصبح المرأة حرة في اختيار حياتها و ممارستها بشكل عادل و مُنصف سوف يعم الخير على المجتمع و سوف تقل قضايا التعنيف ضدها بشتى السُبل. و كوني امرأة حُرة ارفض الظلم و لا أنساق خلف أي تسلط ذكوري ظالم و عقيم، فالشريط الأبيض يُمثلني ويُشرفني كذلك. @rzamka [email protected]