أكد سامر العيساوي تجارب شعوب الأرض التي قاتلت من أجل الحرية والتحرير والتي تقول إن السلاح لا يعلو على إرادة الإنسان، وإن الإرادة الصلبة تطوي تحت ثقلها أعتى السلاح. وهو بصموده التاريخي العظيم يؤكد لشعبه الفلسطيني أن من يصبر ينتصر، ومن يصر يحقق، ومن يتطلع إلى المستقبل يصله.قالوا إن السياسة فن الممكن، وقد أثبت العيساوي أنها الإصرار على الممكن. لقد أصر وهو يعي كما نعي نحن جميعا أن قوته المادية متضائلة جدا أمام قوة سجانيه، وبرهن على أن القوة ليست ديابة وطائرة وبندقية فقط، وإنما هي معركة إرادة وثقة وإيمان وقناعة. ماذا يفيد السلاح الذي تحمله يد مرتجة مهزوزة؟ وما قيمة الدبابة التي يقودها مهزوم من داخله؟ وما هو ضعف من لا يملك دبابة لكنه يملك الإرادة على مواجهتها وتحييد تأثيرها؟..الإنسان قوي بداخله، وأسلحته الأخرى ليست إلا مجرد دعم لما يتوفر في داخله من إرادة، وعندما تغيب الإرادة تغيب قوة السلاح، وعندما تحضر الإرادة يتهاوى أمامها السلاح. إرادة العيساوي تقول لنا: نعم للجوع ولا للركوع. هو صمد 277 يوما بلا طعام فإذا أردنا ان نمجد العيساوي علينا ان نعلم أن أصحاب الإرادة الصلبة والعزة والكرامة هم الذين ينتصرون.العيساوي ليس مجرد شخص جاع، وإنما هو صانع تاريخ وصانع مثل وصانع قدوة، وعلينا ان نأخذ الدرس بدل الإسهاب في المديح.العيساوي يستحق الثناء والمديح والتقدير، لكنه بالتأكيد سيكون أكثر سعادة فيما إذا أخذنا الدرس منه، واقتنعنا أن الهامات المنحنية لن تصح رقابها، وأن البسوق للهامات المرتفعة. ماذا نريد: قيم الأمعاء الخاوية أم قيم الأمعاء المنتفخة؟ قيم الأمعاء الخاوية توصلنا إلى الحرية، أما قيم الأمعاء المنتفخة فلن توصلنا إلا إلى المزيد من المذلة.هل الأمعاء الخاوية نضال؟ إذا كنا قد قلنا للعيساوي نعم، فهو ينتظر منا ألا نجوع كما صبر، وإنما أن نكتفي بما ننتج، ونصر على مزيد من الإنتاج.